(بِبابِلَ) الكوفة وسوادها ، سميت بذلك لتبلبل الألسن بها ، أو من نصيبين إلى رأس عين ، أو جبل نهاوند.
(وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ) على هاروت وماروت أن لا يعلما أحدا حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر بما تتعلمه من السحر.
(فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما) من هاروت وماروت ، أو من السحر والكفر أو من الشياطين والملكين السحر من الشياطين ، وما يفرق بين الزوجين من الملكين. بإذن ما يضرون بالسحر أحدا.
(إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) بأمره ، أو بعلمه. (ما يَضُرُّهُمْ) في الآخرة. (وَلا يَنْفَعُهُمْ) في الدنيا.
(مِنْ خَلاقٍ) لا نصيب لمن اشترى السحر ، أو لا جهة له ، أو الخلاق : الدين.
(شَرَوْا) باعوا.
(بِهِ أَنْفُسَهُمْ) من السحر والكفر بفعله وتعليمه ، أو من إضافتهم السحر إلى سليمان عليه الصلاة والسّلام.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤))
(راعِنا) لا تقولوا : خلافا ، أو أرعنا سمعك أي اسمع منا ونسمع منك. كانت الأنصار تقولها في الجاهلية فنهوا عنها في الإسلام ، أو قالتها اليهود للرسول صلىاللهعليهوسلم على وجه الاستهزاء والسب ، أو قالها رفاعة بن زيد وحده فنهي المسلمون عنها.
(انْظُرْنا) أفهمنا وبيّن لنا ، أو أمهلنا ، أو أقبل علينا وانظر إلينا.
(وَاسْمَعُوا) ما تؤمرون به.
(ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦))
(ما نَنْسَخْ) نسخها : قبضها ، أو تبديلها ، أو تبديل حكمها مع بقاء رسمها.
(أَوْ نُنْسِها) ننسكها ، كان يقرأ الآية ثم ينسى وترفع ، أو يريد به الترك : أي ما نرفع من آية ، أو نتركها فلا نرفعها قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قلت : وفيه إشكال ظاهر ، أو يريد به نمحها.
(نُنْسِها) نؤخرها أنسأت أخرت ، ومنه بيع النسيئة.
(بِخَيْرٍ مِنْها) أنفع ، وأرفق ، وأخف ، فيكون الناسخ أكثر ثوابا آجلا ، كنسخ صوم أيام معدودات برمضان ، أو أخف عاجلا ، كنسخ قيام الليل.