(شَهِيداً) لكم بالإيمان فتكون على بمعنى اللام ، أو يشهد أنه بلغكم الرسالة ، أو محتجا.
(لِنَعْلَمَ) ليعلم رسولي وحزبي ، والعرب تضيف فعل الأتباع إلى الرئيس والسيد ، فتح عمر رضي الله تعالى عنه سواد العراق ، وجبى خراجها أي أتباعه أو لنرى بوضع الرؤية موضع العلم وبالعكس ، أو لنميز أهل اليقين من أهل الشك ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، أو ليعلموا أننا نعلم.
(يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ) لما حولت ارتد جماعة من المسلمين.
(وَإِنْ كانَتْ) التولية لكبيرة ، أو القبلة التي هي بيت المقدس ، أو الصلاة إلى بيت المقدس.
(إِيمانَكُمْ) صلاتكم إلى بيت المقدس ، سماها إيمانا ، لاشتمالها على نية وقول وعمل. نزلت لما سألوا عمن مات وهو يصلي إلى بيت المقدس.
(لَرَؤُفٌ) الرأفة : أشد الرحمة ، قال أبو عمرو بن العلاء : الرأفة أكثر من الرحمة.
(قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٤٤))
(تَقَلُّبَ وَجْهِكَ) تحول وجهك نحو السماء ، أو تقلب عينيك في النظر إليها.
(تَرْضاها) تختارها وتحبها ، لأنها قبلة إبراهيم ، أو كراهة لموافقة اليهود لما قالوا : يتبع قبلتنا ويخالفنا في ديننا.
(شَطْرَ الْمَسْجِدِ) نحوه ، والشطر في الأضداد ، شطر إلى كذا أقبل نحوه ، وشطر عنه أعرض عنه وبعد ، رجل شاطر لأخذه في نحو غير الاستواء. والمسجد الحرام : الكعبة ، أمر بالتوجه إلى حيال الميزاب ، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : البيت كله قبلة ، وقبلة البيت الباب.
(وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ) من الأرض ، واجه الرسول صلىاللهعليهوسلم بالأمر الأول وواجه الأمة بالأمر الثاني ، وكلاهما يعم.
(أُوتُوا الْكِتابَ) اليهود والنصارى.
(لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ) تحويل القبلة إلى الكعبة.
(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً