** (وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة بعد المائتين وفيه أنث الفعل «تنزلت» مع الفاعل المذكر «الشياطين .. جمع شيطان» وذلك لفصل الفعل عن فاعله بفاصل وبسبب أن التأنيث جاء على معنى «جماعة» أي تأنيث الجماعة. والهاء في «به» يعود على القرآن الكريم. وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يعوذ بهذه الآية الكريمة الحسن والحسين ـ عليهماالسلام ـ ويقول : إن أباكما ـ أي جدكما الأعلى إبراهيم ـ عليهالسلام ـ كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة «أي تصيب بسوء». وقال الزمخشري : لقد قرأ الحسن الآية الكريمة : الشياطون. ووجه قراءته أنه رأى آخره كآخر «يبرين» و«فلسطين» فتحير بين أن يجري الإعراب على النون وبين أن يجريه على ما قبله فيقول : الشياطين والشياطون .. كما تحيرت العرب بين أن يقولوا : هذه يبرون ويبرين وفلسطين وفلسطون .. وحقه أن تشتقه من الشيطوطة : وهي الهلاك كما قيل له : الباطل وعن الفراء : غلط الشيخ في قراءته «الشياطون» ظن أنها النون التي على هجاءين.
** (فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة بعد المائتين .. المعنى : فلا تعبد مع الله الحق إلها خياليا .. وقيل : فلا تدع أيها النبي مع الله إلها آخر .. هذا التوجيه موجه في الوقع للأمة بدئ به النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأنه القدوة .. وجاء للتهييج والإلهاء أي لو فعلت ذلك لعذبتك فكيف بغيرك؟
** (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة بعد المائتين .. المعنى : القريبين منك أو القريبة منك. و«العشيرة» لفظة مؤنثة وهي موصوف وجاءت الصفة «الأقربين .. جمع الأقرب» بصيغة التذكير في حين أن الصفة تتبع الموصوف تذكيرا وتأنيثا لأنها من التوابع .. والسبب في ذلك أن الصفة ذكرت على معنى الموصوف .. لا اللفظ لأن «العشيرة» بمعنى : رجال. روي أن الرسول الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ صعد الصفا لما نزلت هذه الآية الكريمة فنادى الأقرب فالأقرب فخذا فخذا اي بني أبيه الأدنين ودعا قريشا فاجتمعوا .. فبدأ بالأقارب ثم عمه فحذرهم وأنذرهم بدأ بأهل بيته وفصيلته الأقرب منهم فالأقرب وهم بنو هاشم وبنو المطلب وقال : يا بني عبد المطلب يا بني هاشم يا بني عبد مناف يا عباس عم النبي يا صفية عمة رسول الله إني لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم وروي أنه جمع بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا فقال يا بني عبد المطلب لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقي؟ قالوا : نعم. قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» لأن الآية معناها. وخوف عشيرتك الأقربين .. وقيل : خصوا بالإنذار أولا اهتماما بشأنهم ومكانتهم .. وقيل : بعد أن انتهى الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من ذلك شق ـ أي صعب ـ على المسلمين ذلك فأنزل الله تعالى الآية الكريمة بعدها «واخفض جناحك ..».
** (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة بعد المائتين .. المعنى : ولين جانبك .. والقول الكريم كناية عن التواضع .. بمعنى : وتواضع وهو مأخوذ من خفض الطائر جناحه إذا أراد أن يحط بعد الطيران .. وقيل : خفض الجناح : هو كناية عن التواضع .. ولين الجانب : بمعنى : تواضع لأن المعنى : ولين الجانب وأظهر الحب والتكريم لمن اتبعك من المؤمنين .. يقال : خفض عليك القول وخفض عليك الأمر : بمعنى : هون .. ويقال خفض صوته ـ يخفضه ـ خفضا : بمعنى : غضه وهو من باب «ضرب».