** (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والسبعين وفيه حذف مفعول «يشكرون» اختصارا. المعنى : لا يشكرونه ولا يعرفون حق النعمة فيه أي لا يشكرونه سبحانه على ذلك. و«الشكر» هو الثناء على المحسن بما أولاه من المعروف يقال : شكره ـ يشكره ـ شكرا وشكرانا ويقال شكر له وهو الأفصح لأن تعدية الفعل باللام هو الأكثر أما تعدية الفعل بنفسه «شكرته» فقد أنكره الأصمعي .. وقول الناس في القنوت ـ أي الدعاء ـ : نشكرك ولا نكفرك لم يثبت في الرواية ـ كما قال الفيومي ـ المنقولة عن «عمر» على أن له وجها وهو الازدواج .. وتشكرت له : مثل شكرت له. أما «القنوت» فهو مصدر الفعل ـ قنت ـ يقنت ـ قنوتا : من باب «قعد» أي الدعاء ويطلق على القيام في الصلاة ومنه قوله «أفضل الصلاة طول القنوت» ودعاء القنوت أي دعاء القيام ويسمى «السكوت في الصلاة» : قنوتا.
** (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والسبعين .. يقال : كن ـ يكن : أي ستر .. من باب «قتل» نحو : كننته : أي سترته في كنه ـ بكسر الكاف ـ وهو السترة ـ بضم السين ـ وأكننته ـ الفعل الرباعي .. بمعنى : أخفيته .. وقال أبو زيد : الثلاثي والرباعي لغتان في الستر وفي الإخفاء جميعا. والفعل المزيد «اكتن» فعل لازم نحو : اكتن الشيء واستكن : بمعنى : استتر و«الكنان» بكسر الكاف ـ الغطاء وزنا ومعنى وجمعه : أكنة. والكنانة ـ بكسر الكاف ـ جعبة السهام وبها سميت القبيلة.
** (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثمانين وفيه شبهوا بالموتى وهو أحياء أصحاء الحواس لأنهم إذا سمعوا ما يتلى عليهم من آيات الله كانوا كحال الأموات الذين فقدوا السماع.
** (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والثمانين .. المعنى : وإذا حصل ما وعدوا من قيام الساعة والعذاب أو وإذا وقع معنى القول عليهم وهو العذاب الذي وعدوا به فحذف الفاعل المضاف «معنى» وحل المضاف إليه «القول» محله أخرجنا لهم دابة من الأرض تخاطبهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يعتقدون. والضمير يعود لله سبحانه لأن الحكاية هي لقوله تعالى عند ذلك وفيمن قرأ بكسر «إن» يكون على معنى بآيات ربنا وجملة «وقع القول عليهم» كناية عن الساعة والعذاب. أما «الدابة» فهي اسم فاعل للفعل «دب ـ يدب ـ دبا ـ ودبيبا .. من باب «ضرب» بمعنى : مشى على اليدين والرجلين و«الدابة» هو كل ماش على الأرض وتطلق اللفظة على المذكر والمؤنث .. وقيل : هي كل نفس دبت على وجه الأرض عقلت أم لم تعقل. وقال الزمخشري : إن «دابة الأرض» في الآية الكريمة المذكورة آنفا هي دابة الأرض الجساسة. جاء في الحديث «إن طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب» وروي : لها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان» وقيل : تخرج فتكلمهم بالعربية بلسان ذلق «أي ذي حدة أو بليغ فصيح» فتقول : «أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون» وبقراءة ابن مسعود تكلمهم بأن الناس .. على أنه من الكلام. والقراءة بإن ـ أي بكسر الهمزة ـ هي حكاية لقول الدابة إما لأن الكلام بمعنى القول أو بإضمار القول : أي تقول الدابة ذلك أو هي حكاية لقوله تعالى عند ذلك. والمعنى : أن الناس كانوا لا يعتقدون بخروجي لأن خروجها من الآيات وتقول : ألا لعنة الله على الظالمين. وإذا قيل : إذا كانت