لفظة مؤنثة وجمعها : دور وأدؤر ـ بهمزة الواو وبترك الهمزة ـ وهما جمع قلة و«ديار» وهو جمع كثرة وقوله تعالى : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) ذكرت اللفظة مع فعلها المذكر ولم يقل «نعمت» على معنى المثوى والموضع. والدارة أيضا أخص من الدار .. وقيل في الأمثال : بعت جاري ولم أبع داري .. أي كنت راغبا في الدار إلا أن جاري أساء جواري فبعت الدار. قال الصقعب بن عمرو النهدي حين سأله النعمان : ما الداء العياء؟ قال : جار السوء .. الذي إن قاولته بهتك وإن غبت عنه سبعك : أي اغتابك. وقال الشاعر :
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا |
|
على أن قرب الدار خير من البعد |
على أن قرب الدار ليس بنافع |
|
إذا كان من تهواه ليس بذي ود |
** (فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) : الفئة بمعنى الجماعة. وذكر الضمير «ينصرون» وجيء بصيغة الجمع وهو يعود على «فئة» المؤنثة .. وسبب ذلك أي تذكيره وجمعه على معنى «فئة» وهو أعوان.
** (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والثمانين .. المعنى : تمنى هؤلاء الذين يريدون الحياة الدنيا مكانه أي منزلة قارون وثروته يا أسفا ألم تر أن الله يبسط الرزق .. ولفظة «ويكأنّ» أصلها : وي كأن .. و«وي» اسم فعل بمعنى أتعجب. و«كأن» للتشبيه .. ومعناهما : ما أشبه الأمر إن الله وفاعل اسم الفعل المضارع «وي» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. يقول الكوفيون : إن «ويك» بمعنى : ويلك .. المعنى : ألم تعلم .. وقيل : وي : مفصولة عن «كأن» وهي كلمة تنبه على الخطأ وتندم ومعناه : أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم بقولهم : يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون .. وتندموا ثم قالوا : كأنه لا يفلح الكافرون .. أي ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح وهو مذهب الخليل وسيبويه. وحكى الفراء أن أعرابية قالت لزوجها : أين ابنك؟ فقال : وي كأنه وراء البيت. وقيل : يجوز أن تكون الكاف كاف الخطاب مضمومة إلى «وي» كقوله : ويك عنتر أقدم وأنه بمعنى لأنه واللام لبيان المقول لأجله هذا القول. أو لأنه لا يفلح الكافرون كأن ذلك وهو الخسف بقارون. ومن الناس من يبتدئ كأنه بعد أن يقف على «وي» ومنهم من يقف على «ويك» قال الشاعر :
ولقد شفى نفسي وأذهب غمها |
|
قول الفوارس ويك عنتر أقدم |
أي يا عنترة أقدم نحو العدو واحمل عليهم .. يريد الشاعر أن تعويلهم على عنتر والتجاءهم إليه شفى نفسه وأذهب غمه .. وفي رواية : وأبرأ سقمها. والبيت من معلقة عنترة بن شداد. وقيل : الكاف في «ويكأنّه» عند الأخفش للتعليل .. ومعناها عند المفسرين : ألم تر؟
** (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والثمانين .. التقدير والمعنى : من جاء بالفعلة الحسنة أي الفعلة الطيبة وهي الإيمان والعمل الصالح فحذف الموصوف «الفعلة» وأقيمت الصفة «الحسنة» مقامه. ومثله في التقدير «ومن جاء بالسيئة» أي ومن جاء بالفعلة السيئة أي الفعلة المنكرة الخبيثة وهي الكفر والمعصية. وقوله : إلا ما كانوا يعملون .. تقديره : إلا بمثل ما كانوا يعملونه في الدنيا فحذف المضاف «مثل» وحل المضاف إليه «ما» محله أو بتقدير : إلا جزاء ما كانوا يعملون. والقول الكريم أصله : ومن جاء بالسيئة فلا يجزون