(بِها مِنْ أَحَدٍ) : جار ومجرور متعلق بما سبقكم. من : حرف جر زائد لتأكيد النفي. أحد : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة لأنه اسم نكرة مرفوع محلا على أنه فاعل «سبق».
(مِنَ الْعالَمِينَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أحد» في محل جر على لفظه أو في محل رفع لأحد على الموضع لا اللفظ. و«من» هنا حرف جر بياني «من .. البيانية» وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
** (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة العشرين وهو حكاية كلام الله تعالى حكاه إبراهيم لقومه .. أي قل يا إبراهيم لقومك سيروا في الأرض .. والقول الكريم «كيف بدأ الخلق» أصله : كيف بدأ الله الخلق ثم ينشئ النشأة الأخرى : بمعنى ثم يخرج الخلق ويعيدهم من العدم يوم القيامة وسبب الإفصاح باسمه ـ جلت قدرته ـ وإيقاعه مبتدأ في قوله «ثم الله ينشئ النشأة الآخرة» بعد إضماره في قوله : «كيف بدأ الخلق» هو أن الأصل والقياس : الإظهار ثم الإضمار يليه ـ لقصد التفخيم ـ الإظهار .. ويليه وهو أفخم الثلاثة الإظهار بعد الإضمار كما في الآية الكريمة المذكورة. والله أعلم. و«الإظهار» عكس الإضمار. وقيل : سبب إضمار اسم لفظ الجلالة في قوله «كيف بدأ الخلق» والإفصاح عن اسمه ـ تقدست أسماؤه ـ وإيقاعه مبتدأ في قوله : (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) هو أن الكلام معهم كان واقعا في الإعادة وفيها أي في إعادة البعث كانت تصطك الركب فلما قررهم في الإبداء بأنه من الله احتج بأن الإعادة إنشاء مثل الإبداء .. فإذا كان الله تعالى لا يعجزه شيء هو الذي لم يعجزه الإبداء فهو الذي وجب أن لا تعجزه الإعادة فكأنه قال : ثم ذاك الذي أنشأ النشأة الأولى هو الذي ينشئ النشأة الآخرة .. فللدلالة والتنبيه على هذا المعنى أبرز سبحانه اسمه ثم أوقعه مبتدأ.
** (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثانية والعشرين .. المعنى : ولستم أيها المكذبون بمعجزين ربكم أي لتعجزوه فحذف اسم الفاعلين «معجزين» اختصارا لأنه معلوم وهو «ربكم» واللفظة جمع «معجز» اسم فاعل يعمل عمل فعله «أعجز» المتعدي ..
** (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والعشرين .. أي أولئك الكافرون .. فحذفت الصفة أو البدل «الكافرون» المشار إليه اختصارا لأن ما قبله «الذين كفروا» يفسره ويدل عليه. كذلك حذف المشار إليه في الآية الكريمة التالية في قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) أي إن في ذلك الإنجاء لأن ما قبله (فَأَنْجاهُ اللهُ).