العقوبات في الآخرة وهي جهنم فوضع المظهر موضع المضمر وقد كتبت الكلمة بألف قبل الياء إثباتا للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها. و«السوأى» مؤنث «الأسوأ» أي الأشد سوءا. أما «السيئة» فهي عكس «الحسنة» ومعناها : الخطيئة وهي مؤنث «السيئ» ويأتي منها اسم تفضيل هو «الأسوأ» أي القبيح ومؤنثه : السوأى.
** (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى : يتفرق المسلمون فيذهبون إلى عليين أي الجنة ويذهب الكافرون إلى أسفل السافلين أي النار و«الساعة» صارت علما للقيامة كما صار النجم علما للثريا والكواكب علما للزهرة .. وسميت القيامة الساعة لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدنيا أو لأنها تقوم أو تقع بغتة كما تقول في ساعة لمن تستعجله وللقيامة أسماء أخرى ذكرت في كتاب الله الكريم.
** (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة. المعنى : فهم في بستان يسرون وينعمون ويعززون ونكرت لفظة «روضة» لإبهام أمرها وتفخيمه. ومعناها : الجنة. لأن من معاني «الجنة» : البستان .. الحديقة .. الروضة بمعنى : يدخلهم ربهم إلى بستان وهي الجنة فيها ما يسر نفوسهم. و«الروضة» عند العرب : هي كل أرض ذات ماء ونبات .. ومن أمثالهم : أحسن من بيضة في روضة .. يريدون بيضة النعامة.
** (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. قيل لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ قال : نعم. فاستشهد بهذه الآية الكريمة والآية التي بعدها. فقوله : «تمسون» يعني صلاتي المغرب والعشاء و«تصبحون» : صلاة الفجر و«عشيا» : صلاة العصر و«تظهرون» : صلاة الظهر. والمراد بالتسبيح : ظاهره الذي هو تنزيه الله من السوء والثناء عليه بالخير في هذه الأوقات وقيل : الصلاة.
(بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٥)
(بِنَصْرِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بيفرحون. الله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.
(يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «ينصر» والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها وحذف المفعول اختصارا لأن ما قبله «ينصر» دال عليه أي من يشاء نصره.
(وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العزيز الرحيم : خبرا «هو» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة أو يكون «الرحيم» صفة ـ نعتا ـ للعزيز.