** (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والثلاثين .. و«المشركين» جمع «مشرك» اسم فاعل يعمل عمل فعله «أشرك» المتعدي إلى مفعول وحذف المفعول هنا اختصارا لأنه معلوم. التقدير : من المشركين إلها : وفي القول الكريم وحد سبحانه الخطاب أولا في قوله «فأقم وجهك» في الآية الكريمة السابقة ثم جمع في قوله «منيبين» لأن المخاطبة كانت لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أولا وخطاب الرسول خطاب لأمته وأصحابه ثم جمع للبيان.
** (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والثلاثين أي فسوف تعلمون وبال تمتعكم هذا ومصير كفركم في الآخرة فحذف المفعول به اختصارا وهو «وبال تمتعكم».
** (أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والثلاثين .. المعنى : فهو يقول وقوله مؤيد بالبرهان أو فهو ينطق .. والتعبير مجاز كما يقال : كتابه ناطق بكذا. وهذا مما نطق به القرآن الكريم ومعناه الدلالة والشهادة .. بتقدير : فهو يشهد بشرككم وبصحته.
** (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثلاثين وفيه حذف مفعول «يقدر» لأن المعنى ويضيق الرزق على من يشاء من عباده .. يقال : قدر ـ يقدر ـ الرزق .. من باب «ضرب» ومن باب «نصر» والباب الأول أفصح بمعنى : ضيقه وقتره .. وحذف المشار إليه بعد «ذلك» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه .. التقدير : إن في ذلك البسط .. أو التقتير أو الاثنين معا.
** (ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والثلاثين .. المعنى : ذلك العطاء أو الإعفاء أفضل من خزن المال وتعطيله أو ذلك الإيتاء أفضل من الإمساك للذين يريدون بأعمالهم ذات الله أو الثواب والتقرب إلى الله تعالى .. فحذفت الصفة ـ النعت ـ أو البدل المشار إليه «الاعطاء» لأن ما قبله يفسره.
** (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) : المعنى : وأولئك المتصدقون هم الفائزون .. فحذفت الصفة ـ النعت ـ أو البدل المشار إليه «المتصدقون» اختصارا لأن ما قبله دال عليه.
** (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة التاسعة والثلاثين .. المعنى : هم أصحاب الأجر المضاعف أو ذوو الأضعاف المضاعفة من الثواب .. كما يقال : الموسرون من «اليسار» وهو الغنى أي أولئك هم ذوو الأضعاف من الحسنات أي الراغبون في تضعيف أموالهم من الثواب واللفظة اسم فاعلين .. وقد انتقل من المخاطبة في قوله : وما آتيتم إلى الغيبة في قوله «فأولئك هم المضعفون» لأن الغيبة أمدح لهم من القول : فأنتم المضعفون به أو يكون التقدير : فمؤتوه أولئك هم المضعفون وحذف لأن في الكلام ما يدل عليه. وقال الزمخشري : في هذا القول الكريم التفات حسن كأنه قال لملائكة وخواص خلقه : فأولئك الذين يريدون وجه الله بصدقاتهم هم المضعفون به. و«الخطاب» هو ما يكلم به الرجل صاحبه .. ونقيضه : الجواب. أما «فصل الخطاب» فهو الفصاحة وهو أيضا أن يقول الخطيب بعد حمد الله : أما بعد.