وليس بكسرها لأنه اسم مفعول .. وليس اسم فاعل لأن فعله : احتضر ـ بضم التاء وكسر الضاد ـ بمعنى : حضرته الوفاة أو ملك الموت.
** (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة التاسعة والثلاثين وهو مكرر وقد ورد في الآية الكريمة السادسة والثلاثين .. وقيل إن الفرق بين القولين الكريمين في الآيتين الكريمتين المذكورتين أن الآية الكريمة هنا لبيان أن الرزق بيد الله وحده وهناك أي في الآية الكريمة السابقة للرد على من زعم أن الرزق علامة رضا الله وأن البسط والتضييق هنا لشخص واحد في وقتين أو حالين وهناك لتعدد الأشخاص ..
** (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأربعين .. ويكون الكلام موجها للملائكة ـ لقد قيل : عبدت أمم كثيرة الملائكة باعتبار أنهم بنات الله وخاصته المقربون عنده ـ وفيه تقريع ـ أي تأنيب وتوبيخ ـ للكفار لأن الله سبحانه عليم بكون الملائكة الأطهار براء مما وجه إليهم من السؤال الوارد على طريق التقرير و «يحشرهم» بمعنى ويوم يجمع الله الكفار جميعا للحساب .. العابد والمعبود والمتكبر والضعيف والخطاب موجه للملائكة والمراد به المشركين أي توبيخ المشركون فأجاب الملائكة : تنزيها لك يا رب عن الشريك ـ وهذا ما ورد في الآية الكريمة التالية ـ بل كانوا يعبدون الجن أي الشياطين ولم نكن معبودين لهم. ونبرأ إليك سبحانك من فعلهم. فأنت الذي نواليك دون غيرك يا رب العالمين.
** (فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والأربعين .. أي يقول الله تعالى : فاليوم ـ أي يوم القيامة ـ لا يملك المعبودون للعابدين جلب نفع من شفاعة ونجاة .. ولا دفع ضر من عذاب وهلاك فحذف مفعول «يملك» وهو «دفع» المضاف وحل المضاف إليه «ضر» محله وانتصب انتصابه على المفعولية كذلك حذف المفعول المضاف «جلب» وحل المضاف إليه «نفع» محله.
** (وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي) : هنا حذف مفعول «ظلموا» اختصارا لأنه معلوم. أي للذين ظلموا أنفسهم.
** (وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والأربعين .. المعنى : ما هذا القرآن إلا كذب مختلق فحذف النعت أو البدل «القرآن».
** (فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الخامسة والأربعين. التقدير والمعنى : فانظروا كيف كان إنكاري عليهم تكذيبهم ألم أهلكهم جميعا و «نكيري» مصدر حذف مفعوله اختصارا «تكذيبهم» وحذفت الياء مراعاة لفواصل الآيات «أي رأس آية».
** (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والأربعين و «علام» من صيغ المبالغة ـ فعال بمعنى فاعل ـ أي كثير العلم. ويقال : هذا رجل عالم وذاك رجل علامة. فالعالم : اسم فاعل للفعل «علم» و «عليم» من صيغ المبالغة أيضا ـ فعيل بمعنى فاعل ـ وعلامة فيها مبالغة في العلم أكثر من «علام» إلا أن اللفظة «علام الغيوب» خلت من التاء دفعا لشبهة التأنيث إجلالا وإكراما وإن كان عزوجل منزها عن هذه الصفات أي التذكير والتأنيث و «علامة» مثل «راوية» نحو : روى الرجل الحديث أو الشعر أو الحدث يرويه رواية : بمعنى نقله وذكره فهو راو ـ اسم فاعل ـ وهم رواة وراوون .. والحديث مروي ـ اسم مفعول ـ والتاء في «رواية» للمبالغة بمعنى : الكثير