الرواية ومثله فهامة .. نسابة .. علامة. وجمع «عليم» هو علماء .. مثل : نبيه ـ نبهاء .. أي فعيل يجمع على فعلاء إذا لم يكن في مفرده حرف مكرر وإذا كان فيه حرف مكرر .. مثل «طبيب» فيجمع على «أفعلاء» أي أطباء. و «علماء» جمع «عالم» أي جمع تكسير ويجمع جمع مذكر سالما ـ عالمون ـ أما «العالم» بفتح اللام فمعناه : أصناف الخلق وجمعه : عوالم. فعلام الغيوب : بمعنى : العالم جدا بالأسرار و «الغيوب» جمع «غيب» وهو السر أو ما غاب واستتر ولا يجوز إلحاق الهاء بالصفات الإلهية تنزيها لله سبحانه عما يدل على التأنيث وذلك احترازا من علامة التأنيث. وقيل : إن «علماء» أصله : على الماء. يقال : علماء بنو فلان : أي على الماء بنو فلان قال الشاعر :
غداة طغت علماء بكر بن وائل |
|
وعاجت صدور الخيل شطر تميم |
المعنى : أنهم علوا في المنزلة والعز بحيث لا يعلوهم أحد كما أن الميتة تطفو على الماء وتعلو عليه .. وخصومهم رسبوا. و «عاج» أي مال وعدل. و «بكر بن وائل» اسم قبيلة و «شطر تميم» أي نحوهم. يقال في التفضيل : الله أعلم : أي أعلم من كل عالم. قال الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ العلماء أمناء الله على خلقه. ويقال : علام .. وهي كلمة مركبة من حرف الجر «على» و «ما» الاستفهامية وحذفت ألف «ما» لورودها بعد حرف جر ومثلها : فيم .. إلام .. بم. إلخ.
** (قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ) : ورد هذا القول الكريم في نص الآية الكريمة التاسعة والأربعين المراد بالحق : القرآن. والمراد بالباطل الذاهب هنا : الكفر .. والإبداء : هو فعل الشيء أولا وإعادة فعله ثانيا .. المعنى : جاء الحق وهلك الباطل .. والباطل : هو إبليس أي وما ينشئ خلقا ولا يعيده صاحب الباطل كما يقال صاحب الحق .. فحذف مفعول «يبدئ» وهو «خلقا» كما حذف الفاعل المضاف «صاحب» وحل محله المضاف إليه «الباطل» وقيل عن معنى «وما يبدئ الباطل» أي ما يحدث أو ما يخلق أو ما يحيي.
** (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخمسين. يقال : ضل الرجل ـ يضل طريقه وضل عنه ضلالا وضلالة : بمعنى : زل عنه فلم يهتد إليه واسم الفاعل هو ضال هذه هي لغة «نجد» كما يقول الفيومي وهي الفصحى وبها جاء قوله تعالى في الآية الكريمة المذكورة أي إن الفعل من باب «ضرب» وفي لغة لأهل العالية من باب «تعب» أي ضل ـ يضل ـ بفتح الضاد والأصل في الضلال : الغيبة ومنه قيل للحيوان الضائع : ضالة ـ للذكر والأنثى ـ ويقال لغير الحيوان ضائع ولقطة. قال الأزهري : يقال : أضللت الشيء : إذا ضاع منك فلم تعرف موضعه كالدابة والناقة وما أشبههما فإن أخطأت موضع الشيء الثابت كالدار قلت : ضللته ولا تقل : أضللته ويقال : ضل البعير : أي غاب واختفى أو وخفي موضعه. وأضللته : بمعنى : فقدته وأضعته. واسم الفاعل هو الضال يطلق على الإنسان ويطلق على الحيوان الضائع لفظ «الضالة» وقيل : من ضل عن الحق وقع في الباطل.
** (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والخمسين .. المعنى : حين يفزعون عند الصيحة أي البعث فلا مهرب لهم أو تحصن. قال الزمخشري : لو .. وإذ .. والأفعال : فزعوا .. أخذوا .. حيل بينهم كلها للماضي والمراد بها الاستقبال لأن ما الله فاعله في المستقبل بمنزلة ما قد كان ووجد لتحققه.