بمعنى : عابه بما فيه من السوء .. أي تكلم خلفه وهو غائب بما يغمه لو سمعه فإن كان قوله صدقا سمي غيبة وإن كان كذبا سمي بهتانا. قال النبي الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من اغتاب خرق ومن استغفر رفأ» وأصل القول من نصح الثوب : أي خاطه ومنه «التوبة النصوح» وهي التوبة الصادقة.
** (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة عشرة .. وفيه أنث الفعل «قالت» مع الفاعل المذكر «الأعراب» ومثله القول : قالت العرب أفصح من القول : قال العرب .. لأن «العرب» جيل من الناس فيكون المعنى : طائفة منهم ولهذا كان اللفظ مؤنثا.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في نفر من بني أسد بن خزيمة قدموا المدينة في سنة جدبة وأظهروا الشهادتين ولم يؤمنوا في السر.
(إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (٤)
(إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن». ينادونك : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أي إن المناداة نشأت من وراء حجراتك.
(مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ) : جار ومجرور متعلق بينادون. الحجرات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة و «من» حرف جر لابتداء الغاية وأن المناداة جرت من وراء حجرات الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أي من خلف أو خارج غرفات بيتك وقت راحتك وهي جمع «حجرة» وهي القطعة المحجورة بحائط. والجملة الاسمية «أكثرهم لا يعقلون» في محل رفع خبر «إن».
(أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. لا : نافية لا عمل لها. يعقلون : تعرب إعراب «ينادون» والجملة الفعلية «لا يعقلون» في محل رفع خبر «أكثرهم» بمعنى لا يدركون خطأهم أو قبح عملهم هذا.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٥)