(وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) : معطوف بالواو على «والسقف المرفوع» ويعرب إعرابه بمعنى والبحر المملوء بالمياه.
(إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) (٧)
(إِنَّ عَذابَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. واقع في جواب القسم والجملة المؤولة من «إن» مع اسمها وخبرها جواب قسم محذوف لا محل لها. عذاب : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.
(رَبِّكَ لَواقِعٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ واقع : خبر «إن» مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة بمعنى : لحاصل أو لكائن بالتأكيد.
** (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية بمعنى : وكتاب مكتوب .. ومسطور : اسم مفعول بمعنى : مكتوب من كتب ـ يكتب ـ الكتاب أو الرسالة من باب «نصر» وكتابا وكتابة أيضا فهو كاتب ـ اسم فاعل ـ والكتاب : مكتوب ـ اسم مفعول ومثله كلمة «مسطور» من سطر الكتاب ـ يسطره ـ سطرا ـ من باب «نصر» أيضا فالكتاب : مسطور ـ اسم مفعول .. و «السطر» أيضا هو الصف من الشيء .. يقال : بنى سطرا وغرس سطرا. والسطر أيضا هو الخط .. والكتابة وهو في الأصل : مصدر وجمع «السطر» هو : أسطر وسطور. وقال الفيومي : السطر ـ بفتح الطاء في لغة بني عجل ويجمع على أسطار مثل سبب ـ أسباب ـ ويسكن الطاء في لغة الجمهور فيجمع على أسطر وسطور مثل ـ فلس ـ فلوس ـ والأساطير : هي الأباطيل وهي جمع «إسطارة وأسطورة» بكسر الهمزة وبضمها ويقال : سطر فلان فلانا : بمعنى : جاءه بالأساطير .. و «كتاب مسطور» بمعنى : وكتاب منضود ـ منضد ـ منظم وقيل : هو ما كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ أو ما كتبه سبحانه في ألواح موسى وقيل : هو القرآن .. ونكر «كتاب» لأنه كتاب مخصوص من بين جنس الكتب السماوية كالتوراة وألواح موسى والزبور والإنجيل .. روي عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أنه سأل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كم أنزل الله من كتاب؟ فقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : مائة وأربعة كتب منها على آدم عشر صحف وعلى شيث خمسون صحيفة وعلى أخنوخ وإدريس ثلاثون صحيفة وعلى إبراهيم عشر صحائف والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان. وفي «صحف إبراهيم» قيل : ينبغي للعاقل أن يكون حافظا للسانه عارفا بزمانه مقبلا على شأنه. يقال : إن أنشر الصحف ونشرها : بمعنى واحد كأنزله ونزله وتكون «الصحف» على الفعل الرباعي «أنشر» : منشرة ـ اسم مفعول ـ أي بتخفيف الشين وهي اللغة التي قرأ بها سعيد بن جبير : «صحفا منشرة» للآية الكريمة الثانية والخمسين من سورة «المدثر» : (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) أي قراطيس تنشر وتقرأ كالكتب التي يتكاتب بها أو كتبا كتبت في السماء