(الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (٤٩) وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٠) وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ (٥١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (٥٢) قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ (٥٣) قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٥٤) قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ) (٥٥)
بزيد الكريم والعالم والصالح ، ولمّا انتفع بذلك المتقون خصّهم بقوله (لِلْمُتَّقِينَ).
٤٩ ـ ومحل (الَّذِينَ) جر على الوصفية ، أو نصب على المدح أو رفع عليه (يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) يخافونه (بِالْغَيْبِ) حال ، أي يخافونه في الخلاء (وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ) القيامة وأهوالها (مُشْفِقُونَ) خائفون.
٥٠ ـ (وَهذا) القرآن (ذِكْرٌ مُبارَكٌ) كثير الخير غزير النفع (أَنْزَلْناهُ) على محمد (أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) استفهام توبيخ أي جاحدون أنه منزّل من عند الله.
٥١ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ) هداه (مِنْ قَبْلُ) من قبل موسى وهارون ، أو من قبل محمد عليهالسلام (وَكُنَّا بِهِ) بإبراهيم ، أو برشده (عالِمِينَ) أي علمنا أنه أهل لما آتيناه.
٥٢ ـ (إِذْ) إما أن تتعلق بآتينا أو برشده (قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ) أي الأصنام المصورة على صورة السباع والطيور والإنسان ، وفيه تجاهل لهم ليحقّر آلهتهم مع علمه بتعظيمهم لها (الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ) أي لأجل عبادتها مقيمون ، فلما عجزوا عن الإتيان بالدليل على ذلك.
٥٣ ـ (قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ) فقلّدناهم.
٥٤ ـ (قالَ) إبراهيم (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أراد أنّ المقلّدين والمقلّدين منخرطون في سلك ضلال ظاهر لا يخفى على عاقل ، وأكّد بأنتم ليصحّ العطف لأن العطف على ضمير هو في حكم بعض الفعل ممتنع.
٥٥ ـ (قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِ) بالجدّ (أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ) أي أجاد أنت فيما تقول أم لاعب استعظاما منه (١) إنكاره عليهم واستبعادا لأن يكون ما هم عليه ضلالا.
__________________
(١) في (ز) منهم