(هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (١١) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً) (١٢)
قبل المشرق بنو غطفان (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) من أسفل الوادي من قبل المغرب قريش (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ) مالت عن سننها ومستوى نظرها حيرة ، أو عدلت عن كلّ شيء فلم تلتفت إلّا إلى عدوّها لشدة الروع (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) الحنجرة رأس الغلصمة ، وهي منتهى الحلقوم ، والحلقوم مدخل الطعام والشراب ، قالوا إذا انتفخت الرئة من شدة الفزع أو الغضب ربت وارتفع القلب بارتفاعها إلى رأس الحنجرة ، وقيل هو مثل في اضطراب القلوب وإن لم تبلغ الحناجر حقيقة. روي أنّ المسلمين قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم هل من شيء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر؟ قال : (نعم قولوا اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا) (١) (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) خطاب للذين آمنوا ومنهم الثّبّت القلوب والأقدام ، والضعاف القلوب (٢) والمنافقون ، فظنّ الأولون بالله أنه يبتليهم فخافوا الزلل وضعف الاحتمال ، وأما الآخرون فظنوا بالله ما حكى عنهم. قرأ أبو عمرو وحمزة الظنون بغير ألف في الوصل والوقف وهو القياس ، وبالألف فيهما مدني وشامي وأبو بكر إجراء للوصل مجرى الوقف ، وبالألف في الوقف فقط (٣) مكي وعليّ وحفص ، ومثله الرسولا والسبيلا زادوها في الفاصلة كما زادها في القافية من قال (٤) : أقلى اللوم عاذل والعتابا. وهن كلّهن في «الإمام» (٥) بالألف.
١١ ـ (هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) امتحنوا بالصبر على الإيمان (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) وحرّكوا بالخوف تحريكا بليغا.
١٢ ـ (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) عطف على الأول (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) قيل هو وصف المنافقين بالواو كقوله (٦) :
إلى الملك القرم وابن الهمام |
|
وليث الكتيبة في المزدحم |
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم ورواه الإمام أحمد بمثله ، والطبري عن أبي سعيد.
(٢) زاد في (ظ) و (ز) الذين هم على حرف.
(٣) ليس في (ظ) و (ز) فقط.
(٤) البيت لجرير وعجزه : وقولي إن أحبت لقد أصابا.
(٥) في الإمام : أي في المصحف الإمام وهو مصحف عثمان رضي الله عنه.
(٦) سبق الاستشهاد به في سورة البقرة الآية ٤.