(وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (١٣) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً) (١٤)
وقيل هم قوم لا بصيرة لهم في الدين كان المنافقون يستميلونهم بإدخال الشبه عليهم (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) روي أنّ معتّب بن قشير حين رأى الأحزاب قال : يعدنا محمد فتح فارس والروم وأحدنا لا يقدر أن يتبرّز فرقا ، ما هذا إلا وعد غرور (١).
١٣ ـ (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ) من المنافقين وهم عبد الله بن أبي وأصحابه (يا أَهْلَ يَثْرِبَ) هو اسم (٢) المدينة (لا مُقامَ لَكُمْ) (٣) وبضمّ الميم حفص أي لا قرار لكم ههنا ، ولا مكان تقومون فيه ، أو تقيمون (فَارْجِعُوا) إلى الكفر (٤) أو من عسكر رسول الله إلى المدينة (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَ) أي بنو حارثة (٥) (يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) أي ذات عورة (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً) العورة الخلل والعورة ذات العورة ، وهي قراءة ابن عباس يقال عور المكان عورا إذا بدا منه خلل يخاف منه العدوّ والسارق ، ويجوز أن يكون عورة تخفيف عورة ، اعتذروا أنّ بيوتهم عرضة للعدوّ والسراق (٦) لأنها غير محصّنة ، فاستأذنوه ليحصنوها ثم يرجعوا إليه ، فأكذبهم الله بأنهم لا يخافون ذلك ، وإنما يريدون الفرار من القتال.
١٤ ـ (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ) المدينة أو بيوتهم من قولك دخلت على فلان داره (مِنْ أَقْطارِها) من جوانبها ، أي ولو دخلت هذه العساكر المتحزبة التي يفرون خوفا منها مدينتهم أو بيوتهم من نواحيها كلّها وانثالت (٧) على أهاليهم وأولادهم ناهبين سابين (ثُمَّ سُئِلُوا) عند ذلك الفزع (الْفِتْنَةَ) أي الرّدّة والرّجعة إلى الكفر ومقاتلة المسلمين (لَآتَوْها) لأعطوها. لأتوها بلا مدّ حجازي ، أي لجاؤوها وفعلوها (وَما
__________________
(١) رواه الطبري من حديث الخندق وقال معتب بن قشير أخو بني عمرو بن عوف.
(٢) في (ظ) و (ز) هم أهل المدينة.
(٣) في مصحف النسفي : (لا مُقامَ) بفتح الميم لذلك قال : ...
(٤) في (ز) عن الإيمان إلى الكفر.
(٥) بنو حارثة بن عامر بطن من الأوس من الأزد من القحطانية.
(٦) في (ز) السارق.
(٧) انثالت : انصبت (انظر القاموس ٤ / ٥٤).