وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧) لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (٤٨) نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩)
____________________________________
[٤٨] وأهل الجنة بالاضافة إلى النعم التي تحيط بهم ، فهم في نعمة نفسية ، فليس هنالك حسد وغل وحقد يقلق راحتهم وينغص عيشهم (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ) وإنما قال صدورهم ، لأن القلب في الصدر (مِنْ غِلٍ) أي الحقد والحسد والتنافس والتباغض في حال كونهم (إِخْواناً) متجاورين فيصفوا عيشهم ولا يكدر سعادتهم منغص خارجي أو غل داخلي كائنين (عَلى سُرُرٍ) جمع سرير ، وهو الكرسي ويسمى سريرا لأنه محل السرور والفرح (مُتَقابِلِينَ) بعضهم لبعض ، وهذا من النعم فإن الإنسان يأنس بأخيه الإنسان.
[٤٩] (لا يَمَسُّهُمْ) وإنما جاء بلفظ المسّ لإفادة أن أقل أذى يحصل بالمس ، لا يكون هناك (فِيها) أي في الجنة (نَصَبٌ) أي عناد وتعب ، فهناك دار راحة واستراحة ، (وَما هُمْ مِنْها) أي من الجنة (بِمُخْرَجِينَ) لا يخرجهم أحد بل باقون أبد الآبدين ، وهذا من أعظم النعم.
[٥٠] وبمناسبة ذكر مصير المتقين ومصير الغاوين يأتي السياق ليذكّر الناس برحمة الله وعذابه حتى ينقلع عن المعاصي من اشتاقت نفسه لتلك النعم الدائمة ، وتتم الحجة على من تمادى في غيّه بعد هذا الإعلان (نَبِّئْ) يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أي أخبر ، فعل أمر من النبأ بمعنى الخبر (عِبادِي) عام يشمل كل إنسان (أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) أغفر