إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (٦٠) فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٦٢) قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (٦٣)
____________________________________
[٦١] (إِلَّا امْرَأَتَهُ) أي امرأة لوط لأنها كانت مجرمة كسائر قومه (قَدَّرْنا) أي هكذا جرى تقدير الله سبحانه (إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) أي الباقين في البلدة لتهلك فيمن يهلك.
[٦٢] وطال الحوار بين إبراهيم عليهالسلام وبين الملائكة في شأن هلاك قوم لوط ، ثم أن الملائكة خرجوا من عند إبراهيم وجاءوا إلى لوط ليبشروه بهلاك القوم (فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ) أي الملائكة الذين أرسلهم الله سبحانه ، وإنما قال «آل لوط» لأنهم وردوا في محله ، ولتناسب السياق مع الجملة السابقة ، حيث عبرت بآل لوط.
[٦٣] لم يعرفهم لوط عليهالسلام ابتداء وانما رأى جماعة من الشباب الجميلي الوجه (قالَ) لوط عليهالسلام لهم (إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) أي لا أعرفكم فعرفوني أنفسكم ، أو أنه أراد الإنكار عليهم في دخولهم هذه المدينة ، فان ذلك مما يسبب لهم وله الأتعاب حيث ظن أنه لو علم القوم بهم لأتوهم للفاحشة ، ولم يعرف أنهم ملائكة الله سبحانه.
[٦٤] (قالُوا) لا تنكرنا ، فإنا ملائكة الله سبحانه (بَلْ جِئْناكَ) كأن الإضراب كان لتوهم لوط أنهم ضيوف ، أي لسنا ضيوفا آدميين ، بل رسل مهلكين جئناك (بِما) أي بالعذاب الذي (كانُوا) كان القوم (فِيهِ يَمْتَرُونَ) أي كانوا يشكون ، فإنهم كلما كان لوط يخوفهم بالعذاب شكّوا في صدق مقاله في أنفسهم وأظهروا الإنكار عليه.