وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١١٠) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١١١)
____________________________________
الخشوع ، إذ أن الصوت المتوسط ، يدخل السمع ، فيكون تلقي القلب له أكثر ويكون للخشوع أقرب (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ) الجهر والإخفات ، و «ذلك» إشارة إلى كل واحد منهما (سَبِيلاً) ، وعن الصادق عليهالسلام المخافتة ما دون سمعك ، والجهر أن ترفع صوتك شديدا (١).
[١١٢] وأخيرا تلخص العقيدة في هذه الجمل (وَقُلِ) يا رسول الله (الْحَمْدُ لِلَّهِ) لا يستحق أحد الحمد سواه ، إذ هو الإله المتفرد الواحد (الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) كما يقول اليهود عزير ابن الله ، والنصارى المسيح ابن الله ، والمشركون الملائكة بنات الله (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) كما يجعل المشركون لله شركاء في ملكه وسلطانه ، ولعل الإتيان بقوله «في الملك» للإشارة إلى رد دعوى المشركين ، فإن كان له شريك ، فما ذا صنع شريكه في السماوات والأرض؟ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ) يلي شؤونه وينصره سواء كان إلها ، أو محالفا ، وقوله (مِنَ الذُّلِ) لأن الشخص قد يتخذ وليا من ذلة وعجز في نفسه يريد أن يتقوى بذلك الولي ، أنه سبحانه ليس له ولي من هذا القبيل ، وإنما له أولياء من المتقين تفضل عليهم بولايتهم جودا وكرما (وَكَبِّرْهُ) يا رسول الله (تَكْبِيراً) لائقا بشأنه فهو أكبر من كل كبير وأعظم من كل عظيم ، وهكذا تختم السورة بالتكبير ، كما بدأت بالتسبيح.
__________________
(١) الكافي : ج ٣ ص ٣١٥.