اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (٩٣) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ (٩٤)
____________________________________
[٩٤] ثم أعطى يوسف عليهالسلام قميصه ـ وهو قميص إبراهيم عليهالسلام الذي جاء به جبرئيل من الجنة ليلبسه فيقيه حر النار وحين أراد نمرود أن يلقيه فيها ، وقد كان تميمة في عضد يوسف عليهالسلام ـ إلى إخوته ، وقال لهم (اذْهَبُوا) أيها الإخوة (بِقَمِيصِي هذا) إلى بلدنا (فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي) وقد عرف من الغيب أنه إذا ألقي على وجهه (يَأْتِ بَصِيراً) ترتد عينه كما كانت ، بأن يتبدل بياضها بالسواد ، وتجلوا كما كانت ، ولعل التعبير ب «يأت» لأجل إفادة الأمرين «الارتداد بصيرا» و «الإتيان إلى يوسف» (وَأْتُونِي) أي تعالوا إليّ أيها الإخوة (بِأَهْلِكُمْ) أي مع أهلكم (أَجْمَعِينَ) فلا يبقى أحد منكم في تلك المدينة ، وقد أراد يوسف عليهالسلام أن يجعل لأبيه الفرح ، والفرج والبشارة قبل أن يتلاقى معه ، وفي بعض التفاسير إن يوسف قال لهم إنما يذهب بقميصي من ذهب به أولا ، فقال يهودا : أنا ذهبت به وهو ملطخ بالدم ، فأخبرته أنه أكله الذئب ، قال : فاذهب به أنت أيضا فأفرحه كما أحزنته.
[٩٥] (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ) أي لما خرجت القافلة من مصر ، وانفصلت من المدينة نحو الشام محل يعقوب (قالَ أَبُوهُمْ) يعقوب لمن كان عنده (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) وقد شاء الله ذلك ، وكانت المسافة ثمانين فرسخا ـ كما ورد ـ وهل المراد بالريح العطر ، أو المراد استشعار ذلك ـ فإن اللفظ يطلق عليهما ـ احتمالان (لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) الفند ضعف الرأي والعقل على إن لم تنسبوني إلى الفند ، وجواب لو لا