وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا (٢١) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا (٢٢) فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (٢٣)
____________________________________
(وَرَحْمَةً مِنَّا) على البشر نرحمهم به ونهديهم إلى الطريق بسببه (وَكانَ) إعطاؤك الولد (أَمْراً مَقْضِيًّا) أي كائنا مفروغا منه محتوما ، فلا ينفع التكلّم لدفع هذا القضاء.
[٢٣] فنفخ جبرائيل في جيب مريم عليهاالسلام ، فاكتمل عيسى في بطنها في الساعة بقدرة الله تعالى (فَحَمَلَتْهُ) أي حملت مريم بعيسى عليهالسلام (فَانْتَبَذَتْ بِهِ) تنحت مريم بالولد ـ أي معه ـ (مَكاناً قَصِيًّا) أي محلا بعيدا عن أهلها ، لئلّا يروها على حالة الحمل ، ولقد كانت مدة حملها تسع ساعات ، وفي بعض الروايات ، أنها جاءت إلى كربلاء من بيت المقدس ، بقدرة الله تعالى ، وهو المراد بالمكان القصي (١).
[٢٤] (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ) أي ألجأها الطلق ، وهو وجع الولادة (إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) لتستند إليها ، والجذع ساق النخلة ، وحيث فكرت في حالتها أخذت الدهشة منها كل مأخذ ، ولذا (قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا) الحادث قالت ذلك حياء وخجلا وتحيرا ، و «مت» بكسر الميم من «مات يميت» على وزن «تعب» ومن أخذه من «مات يموت» احتاج إلى التكلف (وَكُنْتُ نَسْياً) أي ما من شأنه أن ينسى (مَنْسِيًّا) ذكري عند الناس لا يذكرني أحد ، وهناك جاءت بعيسى عليهالسلام وليدا كاملا جميلا.
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج ١٤ ص ٥١٧.