كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٢٣)
____________________________________
[٢٣] (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) من النار (مِنْ غَمٍ) كلما حاولوا الخروج من النار ، لأجل الغم والكرب ، الذي يصيبهم (أُعِيدُوا فِيها) أرجعوا إليها ، وكأنهم يسيرون قدرا للخلاص ، فيعادون إلى مكانهم (وَ) يقال لهم (ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) أي عذاب النار المحرقة ، فالحريق مضاف إليه ، لا وصف.
[٢٤] وقد رأينا حال الكافرين ، فلننظر إلى أحوال المؤمنين (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا) بما يلزم الإيمان به من الوصول (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) التي تصلح للحياة السعيدة ، وذلك بإتيان الواجبات ، وترك المحرمات ، (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) من تحت قصورها وأشجارها (يُحَلَّوْنَ فِيها) يعطون الحليّ والزينة ، التي يلبسونها (مِنْ أَساوِرَ) من جنس الأساور ، وهي جمع سوار ، وهو لتحلية اليد (مِنْ ذَهَبٍ) وكأن الفضة والذهب هناك غيرهما هنا ، فليس الذهب أعلى قيمة من الفضة ، فلا يقال كيف قال سبحانه في «هل أتى» لأهل البيت عليهمالسلام «من فضة» وهنا لسائر المؤمنين «من ذهب»؟ (وَ) يحلون فيها (لُؤْلُؤاً) في سائر مواضع أجسامهم (وَلِباسُهُمْ فِيها) أي في تلك الجنات (حَرِيرٌ) وهو الديباج المنتوج من دود القز ـ هنا ـ أما