وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ
____________________________________
سيأتي وقتك ، وفي حساب الحكومة لك يوم هو عشرون سنة في حسابك ، تريد أن عليه الحبس تلك المدة.
[٤٩] إنهم كيف يستعجلون بالعذاب؟ ألم يعلموا ماذا صنع بمن كان قبلهم من الأمم المكذبة؟ (وَكَأَيِّنْ) أي : وكم (مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها) أي أمهلتها لتبلغ أجلها المقدر لها (وَهِيَ ظالِمَةٌ) بالكفر والعصيان مستحقة ، لتعجيل العقاب (ثُمَّ أَخَذْتُها) بالعذاب لما انقضى أجلها (وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) أي أن الكل يصيرون إلى عقابي وثوابي وجزائي في القبر ، وفي القيامة ، فلا يغرنهم الأجل المضروب لهم «من فاته اليوم سهم لم يفته غدا» وسيأتي وقت هؤلاء القوم ، وإنا إذ ننظر إلى هذه الآيات ، نرى أن وقت القوم المكذبين للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قد انقضى ، وأن الله قد أهلكهم ولم يبق اسمهم إلا للعنة ، كما أنهم هناك معذبون في أشد العذاب.
[٥٠] (قُلْ) يا رسول الله للناس (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ) أنذركم بالعذاب في الدنيا والآخرة (مُبِينٌ) واضح ظاهر ، أنذركم بكل صراحة ووضوح.
[٥١] (فَالَّذِينَ) قبلوا الإنذار ، بأن (آمَنُوا) إيمانا صحيحا بالأصول والمعارف (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) ولازم ذلك ترك السيئات ـ كما مر ـ (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) أي غفران ، إذ هو مصدر ميمي