وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣) ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٧٤)
____________________________________
الذباب (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً) بأن يأكل الذباب بعض الأطعمة (لا يَسْتَنْقِذُوهُ) أي لا تقدر هذه الأصنام على إنقاذ الشيء المسلوب (مِنْهُ) أي من الذباب ، فإن هذا مثل لعدم قدرة الآلهة المعبودة ، إذ المثل هو بيان مصداق لكلي ، فإذا قال الفاعل مرفوع ، ثم طلب منه المثل ، قال : كزيد ، في «قام زيد» وهنا كذلك ، فإن القاعدة هي أن هذه الآلهة ، لا تقدر على شيء ومثله : أنها لا تقدر على خلق ذباب ، ولا على إنقاذ شيء سلبه الذباب ، قال ابن عباس : كان المشركون يطلون أصنامهم بالزعفران ، فيجف فيأتي الذباب فيختلسه ، وهناك رواية عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفصيل القصة ، وإذا كانت الأصنام بهذه المكانة ، من الضعف ، وعدم القدرة فكيف تتخذونها آلهة؟ (ضَعُفَ الطَّالِبُ) وهو المشرك الذي يعبد الصنم ، ويطلبه (وَالْمَطْلُوبُ) الذي هو الصنم ، وهنا أقوال أخرى.
[٧٥] (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) أي ما عظمه سبحانه هؤلاء المشركون حق عظمته ، حيث جعلوا الأصنام المنحوتة التي لا تقدر ، ولا تشعر شركاء له (إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌ) ليقوى على كل شيء ، فكيف يجعل الصنم الضعيف شريكا له؟ (عَزِيزٌ) غالب على ما يريد ، فكيف يجعل الصنم المغلوب الذي لا يملك من أمره شيئا شريكا له؟
[٧٦] وإذ تبين ، أن الأصنام ليسوا شركاء لله ، لأنها بهذا العجز والضعف ، فليعلم الذين يعبدون الملائكة والأنبياء ، إنما يعبدون هؤلاء عبادا لله