فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (١٠٨) إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا
____________________________________
فِيها) أي في النار ، أي ابعدوا بعد الكلب ، فإن هذه اللفظة لزجر الكلاب ، وإنما يقال لهم للإهانة والإذلال (وَلا تُكَلِّمُونِ) أي لا تكلمونني ، فأنتم لا تستحقون الخطاب والمكالمة ، ألم تكونوا تستهزئون بالمؤمنين في الدنيا؟ فهذا جزاءكم في الآخرة.
[١١٠] ألا تذكرون (إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ) أي جماعة (مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ) في الدنيا يا (رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) أي كانوا يدعون بهذا الدعاء ، بعد أن آمنوا بالله سبحانه ، وعملوا الصالحات ، والفريق هم الأنبياء والأئمة والمؤمنون.
[١١١] (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) أي كنتم تسخرون وتستهزئون منهم ، منسوب إلى السخرة ، وهو من يسخر به ، وكأن النسبة لزيادة الاستهزاء ، فإن السخرة يهزأ به ، فكيف بمن ينتسب إليه؟ (حَتَّى أَنْسَوْكُمْ) أولئك الفريق (ذِكْرِي) فإن الإنسان إذا اشتغل بالسخرة نسي الذكر وأعرض عنه ، وإنما نسب النسيان إليهم لأنهم السبب في التمسخر الموجب لنسيان الذكر (وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ) أي من أولئك الفريق (تَضْحَكُونَ) ومعنى «منهم» من أعمالهم وأقوالهم.
[١١٢] (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ) أي أعطيت جزاء أولئك الفريق المؤمنين (الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا) أي بسبب صبرهم في الدنيا على التكاليف ، وعلى تحمل