أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (١١٥) فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ
____________________________________
قليل بالنسبة إلى الآخرة التي لا فناء لها ولا زوال.
[١١٦] (أَفَحَسِبْتُمْ) وظننتم أيها المنكرون للبعث (أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) باطلا ولغوا ، فلا حساب ولا ثواب ولا عقاب (وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) والمراد إلى حكمنا وجزاءنا ، إن ظنكم ذلك باطل كذب ، وهذا إما كلام مستأنف خطاب للكفار في الدنيا ، أو عطف على السابق ، وأنه في جملة الكلام الذي يقال للكفار في الآخرة.
[١١٧] (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُ) تعالى أن يكون له شريك أو ولد ـ وهذا رجوع إلى الكلام السابق حول نفي الولد والشريك ـ أنه هو الملك الحق ، وما سواه من دون الآلهة ملوك باطلة موهومة ، لا حصة لها من الملك والخلق (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وحده لا شريك له (رَبُّ الْعَرْشِ) أي الملك ، أو العرش الذي هو محل تشريفي له سبحانه خلقه ملاذا للملائكة ، كما خلق الكعبة ملاذا للناس (الْكَرِيمِ) فإن للعرش من الكرامة والعظمة قدرا كبيرا.
[١١٨] (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) بأن يجعل لله شريكا (لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) أي في حال كونه لا حجة ولا دليل للداعي بذلك الإله الثاني (فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ) أي أن مقدار جزاء سيعلقه في تلك الدعوة الباطلة عند الله ، وهذا تهديد للمشركين ، بأنه تعالى سوف يحاسبهم على ذلك