الروايات المروية المعتبرة عن أهل البيت عليهمالسلام (١) وقد أدرك في هذه العزلة الحقائق
__________________
(١) أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (ع) قال : «كان أبو إبراهيم منجّما لنمرود بن كنعان ، وكان نمرود لا يصدر إلّا عن رأيه ، فنظر في النجوم ليلة من الليالي فأصبح ، فقال : لقد رأيت في ليلتي هذه عجبا ، فقال له نمرود : وما هو؟ فقال : رأيت مولودا يولد في أرضنا هذه يكون هلاكنا على يديه ، ولا يلبث إلّا قليلا حتى يحمل به ، فعجب من ذلك نمرود ، وقال : هل حمل به النساء؟ فقال : لا. وكان فيما اوتي من العلم أنّه سيحرق بالنار ، ولم يكن اوتي أنّ الله سينجيه ، قال : فحجب النساء عن الرجال ، فلم يترك امرأة إلّا جعلت بالمدينة حتى لا يخلص إليهن الرجال ، قال : وباشر أبو إبراهيم امرأته فحملت به ، فظنّ أنّه صاحبه ، فأرسل إلى نساء من القوابل لا يكون في البطن شيء إلّا علمن به ، فنظرن إلى أم إبراهيم فألزم الله ـ تبارك وتعالى ـ ذكره ما في الرحم الظهر فقلن : ما نرى شيئا في بطنها ، فلمّا وضعت امّ إبراهيم أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود ، فقالت له امرأته : لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله ، دعني أذهب به إلى بعض الغيران أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله ، ولا تكون أنت تقتل ابنك ، فقال لها : فاذهبي ، فذهبت به إلى غار ، ثم أرضعته ، ثمّ جعلت على باب الغار صخرة ، ثمّ انصرفت عنه ، فجعل الله رزقه في إبهامه فجعل يمصّها ، فيشرب لبنا ، وجعل يشبّ في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ، ويشبّ في الجمعة كما يشبّ غيره في الشهر ، ويشبّ في الشهر كما يشبّ غيره في السنة ، فمكث ما شاء الله أن يمكث ، ثمّ إنّ أمه قالت لأبيه : لو أذنت لي أن أذهب إلى ذلك الصبي فأراه ، فعلت ، قال : فافعلي ، فأتت الغار فإذا هي بإبراهيم (ع) ، وإذا عيناه تزهران كأنّهما سراجان ، فأخذته ، وضمته إلى صدرها ، وأرضعته ، ثمّ انصرفت عنه ، فسألها أبوه عن الصبي؟ فقالت : قد واريته في التراب ، فمكثت تعتل ، فتخرج في الحاجة ، وتذهب إلى إبراهيم (ع) فتضمّه إليها وترضعه ، ثمّ تنصرف ، فلمّا تحرّك أتته امّه كما كانت تأتيه ، وصنعت كما كانت تصنع ، فلما أرادت الانصراف أخذ ثوبها ، فقالت له : ما لك؟ فقال : اذهبي بي معك ، فقالت له : حتى استأمر