النصر والفتح في هذا الجهاد ، وجاء الحديث عن الصراع الإسرائيلي كمصداق ومثل لتوضيح نتيجة هذا الصراع مع الكافرين في امة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما أنّ طبيعة الأشياء تقتضي أن يكون هذا الصراع متسما بالقتال وبذل النفس.
ويؤيد ذلك ما ورد في تفسير هذه الآية عن علي بن إبراهيم القمّي الذي نصّ على حدوث القتال بين الإسرائيليين (١).
وهذا الظهور القرآني الذي تؤيده الروايات يدل على مشروعية القتال في شريعة عيسى عليهالسلام ، على خلاف ما يفهم من الإنجيل الموجود فعلا من التسليم للطغاة وعدم التصدي لهم ، فيكون ذلك أحد موارد التحريف.
الثالثة : ومن خصائص هذه المرحلة هي : وقوع حادثة محاولة قتل المسيح عليهالسلام ، ونلاحظ هنا : أنّ القرآن الكريم الذي أكّد في جانب من القصة بشرية عيسى عليهالسلام نزّهه عن القتل والصلب والتعرض لإهانة الصلب من خلال ما ذكره من حقيقة الرفع إلى الله تعالى ، وهو مقام قدسيّ اختصّ به المسيح من بين الأنبياء.
وهذا بخلاف عقيدة النصارى فيه التي أعطته صفة الربوبية والالوهية ، ولكنّها
__________________
(١) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) قال : الّتي كفرت هي الّتي قتلت شبيه عيسى وصلبته ، والّتي آمنت هي الّتي قبلت شبيه عيسى حتّى يقتل (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) هي الّتي لم تقتل شبيه عيسى على الاخرى ، فقتلوهم (عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) ، البحار ١٤ : ٣٤٥ عن تفسير على بن إبراهيم ، ح ٧. ويؤيده ما ورد فى البحار ١٤ : ٣٤٥ عن إكمال الدين ، ح ١ ، من مجاهدة شمعون الصفا للكفار ، وما ورد في المصدر السابق : ٢٧٩ ، ح ١١ ، عن مقاتلة الكفار لعيسى عليهالسلام في تكريت ، إلّا أنّ هذه الرواية تذكر القتال في أيام عيسى عليهالسلام ، أي : في المرحلة السابقة.