[١٧٥٢] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](١) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن العلاء أنا ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة سمع أبا هريرة قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «قال الله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أبو ليخلقوا حبة أو شعيرة».
وقال بعضهم : يؤذون الله أي يؤذون أولياء الله ، كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] ، أي أهل القرية.
[١٧٥٣] وروينا عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : قال الله تعالى : «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب» ، وقال : «من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة».
ومعنى الأذى هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه ، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم ، والله عزوجل منزه عن أن يلحقه أذى من أحد ، وإيذاء الرسول قال ابن عباس : هو أنه شج في وجهه وكسرت رباعيته. وقيل : شاعر ساحر معلم مجنون.
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) ، من غير أن عملوا ما أوجب أذاهم ، وقال مجاهد : يقعون فيهم ويرمونهم بغير جرم ، (فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
وقال مقاتل : نزلت : في علي بن أبي طالب كانوا يؤذونه ويشتمونه. وقيل : نزلت في شأن عائشة.
[١٧٥٤] وقال الضحاك والكلبي : نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طريق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن ، فيغمزون المرأة فإن سكتت اتبعوها وإن زجرتهم انتهوا عنها ، ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء ، ولكن كانوا لا يعرفون الحرة من الأمة لأن في الكل كان واحدا ، يخرجن في درع وخمار ، الحرة والأمة كذلك فشكون ذلك إلى أزواجهن فذكروا ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فنزلت هذه الآية : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) الآية ثم نهى الحرائر أن يتشبهن بالإماء.
فقال جلّ ذكره : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) ، جمع الجلباب وهو الملاءة التي تشتمل بها امرأة فوق الدرع والخمار ، وقال ابن عباس و (٢) عبيدة : أمر نساء
__________________
[١٧٥٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ محمد بن العلاء هو أبو كريب ، مشهور بكنيته ، ابن فضيل هو محمد.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣١١٠ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٥٩٥٣ و ٧٥٥٩ ومسلم ٢١١١ وابن أبي شيبة ٨ / ٤٨٤ وابن حبان ٥٨٥٩ والبيهقي ٧ / ٢٦ والطحاوي ٤ / ٣٨٣ من طريقين عن عمارة بن القعقاع به.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٢٥٩ و ٣٩١ و ٤٥١ و ٥٢٧ من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
[١٧٥٣] ـ أخرجه البخاري ٦٥٠٢ وابن حبان ٣٤٧ والبغوي في «شرح السنة» ١٢٤١ من حديث أبي هريرة ، وتقدم الكلام عليه ، وانظر حديث أنس الآتي في سورة الشورى آية : ٢٧.
[١٧٥٤] ـ ذكره المصنف هاهنا عن الضحاك والكلبي معلقا وسند إليهما في أول الكتاب ، والضحاك صاحب مناكير ، والكلبي كذاب ، فالخبر لا شيء.
ـ وكذا ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٧١٨ عن الضحاك والسدي والكلبي بدون إسناد.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيد في المطبوع «أبو» وهو خطأ من النساخ ، وعبيدة هو السلماني أحد كبار التابعين.