.................................................................................................
______________________________________________________
في سلك المتون ، أو تعليق حواش عليها تليق أن نكتب بالنّبر على العيون ، فأجلت فرسان نظري في صحائف الكتب والمصنّفات والشّروح والمؤلّفات إلى أن وقفت على رسائل شيخ المشايخ ، ممهّد قواعد الدّين ، ومحرّر ضوابط الشّرع المبين ، ومهذّب القوانين المحكمة ، ومبيّن الإشارات المبهمة ، ومصباح مناهج شرائع الإسلام ، ومشكاة مسالك غاية المرام ، كاشف اللّثام عن غاية المراد ، كاشف الغطاء عن نهاية الإرشاد ، كاشف الأسرار والرّموز عن مدارك الأحكام ، كاشف الالتباس من دلائل الحلال والحرام بكلمات كافية كعوالي اللّئالي ، وحجج وافية كالدّرر والغرر الغوالي ، أعني نتيجة العلماء الرّاسخين وصفوة الفقهاء المحقّقين ، قطب رحى الفضائل ، مفتاح كنوز الدّلائل ، عين الإنسان ، إنسان العين مرتضى المصطفى ، مصطفى المرتضى شيخنا وأستاذنا المرتضى الأنصاري ، أفاض الله على تربته الشّريفة شآبيب رحمته ورضوانه وأسكنه بحبوحة فراديس جنانه ؛ فإذن هي كنز مقفّل الأبواب لا يهتدي طالبه إلى سبيله ، وبحر ذخّار موّاج لا يصل راكب سفنه إلى ساحله ومعضلة دهماء لا يهتدي لها طريق ولا يهدى إلى ضوئها السّاري ، فأردت أن أشرح معضلاتها ببيانات شافية وأبيّن مبهماتها بعبارات كافية وأنبّه على لطائف نكات قد كنّى عنها بعبارات لائقة ، وأستخرج رموز أو دقائق قد أخفاها بكنايات وإيهامات رائقة ، وأضيف إليها ما أخذته من أفواه الرّجال الرّاسخين أو تنبهت عليه عند المناظرة مع الباحثين وما اقتطفته من الثّمار في رياض تحقيقات الماضين وما اقتبسته من أنوار آثار آل طه ويس ، إذ كم من مزايا في الخبايا وكم من خفايا في الزّوايا من أرومة المطالب وجرثومة المقاصد ، قد تركها الأوائل واختلسها الأواخر ونظموها بسلك السّطور نظم الفرائد على القلائد وزيّنوا بها صحائف التّحقيق كالوشاح على الخرائد.
وجمعت ممّا خطر ببالي بالتّوفيق السّبحاني طرائفه وممّا أفاضه نفخات التّأييد الرّحماني ظرائفه وممّا عثرت عليه في الكتب عجائبه وممّا استفدته من مذاكرة الأساطين