الصخرة تخرج من تحتها أربعة أنهار : (سيحون) (١) و (جيحون) (٢) ، والنيل ، والفرات.
قوله : (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) (٨٢) وهذا على الجماعة.
(وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ) (٨٢) دون الغوص. وكانوا يغوصون في البحر فيخرجون له اللؤلؤ.
وقال في آية أخرى : (كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ)(٣).
قال قتادة : ورّث الله سليمان داود نبوته ، وملكه ، وزاد سليمان على ذلك أن الله تبارك وتعالى سخّر له الرّيح والشّياطين. (٤)
قوله : (وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) (٨٢) حفظهم الله عليه ألّا يذهبوا ويتركوه ، فكانوا مسخّرين له.
وقال الحسن : لم يسخّر له في هذه الأعمال وفيما يصفد ، يجعلهم في السلاسل من الجن ، إلّا الكفار منهم. واسم الشيطان لا يقع إلّا على الكافر من الجنّ.
حدثني قرة بن خالد عن عطية العوفي قال : أمر سليمان ببناء بيت المقدس ، فقالوا له : زوبعة الشيطان له عين في جزيرة في البحر ، يردها كلّ سبعة أيام يوما. فأتوها. فنزحوها ثم صبوا فيها خمرا. فجاء لورده ، فلما أبصر الخمر قال في كلام له : ما علمت (انك) (٥) إذا شربك صاحبك لمما يظهر عليه عدوه ، في أساجع. لا أذوقك اليوم. فذهب ثم رجع لظمء آخر. فلما رآها قال كما قال أوّل مرة. ثم ذهب فلم يشرب. ثم جاء لظمء آخر لإحدى وعشرين ليلة ، قال : ما علمت أنّك لتذهبين الهمّ ، في سجع له. فشرب منها ، فسكر. فجاءوا إليه ، فأروه خاتم السّخرة فانطلق معهم إلى سليمان. فأمرهم بالبناء ، فقال زوبعة : دلّوني على بيض الهدهد. فدلّ
__________________
(١) سيحون : نهر مشهور كبير بما وراء النهر. معجم البلدان ، مادة. سيحون. في ع : سيجون بالجيم ولعله خطأ من الناسخ.
(٢) جيحون : اسم وادي خراسان ، معجم البلدان ، مادة : جيحون.
(٣) ص ، ٣٧.
(٤) في ابن محكّم ، ٣ / ٨٣ ، ورث سليمان داود نبوته وملكه ، وزاد سليمان على ذكر أن سخّر له الريح والشياطين. وفي الطبري ، ١٧ / ٥٦ ، تفسير الآية : ٨١ (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ).
(٥) مكررة في ع.