يضرب زيد عمرا ، بالجزم حتى تقول : ليضرب زيد عمرا (١) ؛ لأن لام الغائب ليس هاهنا عوض منها إذا حذفتها.
وفيها وجه ثالث على جواب الأمر ، على معنى : قل لعبادي الذي آمنوا [أقيموا](٢) الصلاة ، يقيموا الصلاة ؛ لأنهم إذا آمنوا وصدّقوا ، [فإن](٣) تصديقهم [بقبولهم](٤) أمر الله عزوجل.
قوله تعالى : (سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال الزمخشري (٥) : نصب على الحال ، أي : ذوي سر وعلانية ، بمعنى : مسرين ومعلنين ، أو على الظرف ، أي : وقتي سر وعلانية ، أو على المصدر ، أي : إنفاق سر وعلانية.
(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) قرأ ابن كثير وأبو عمرو : «لا بيع
__________________
(١) قال أبو حيان في البحر (٥ / ٤١٥) : هو فاسد لوجهين : أحدهما : أن جواب الشرط يخالف الشرط ، إما في الفعل ، أو في الفاعل ، أو فيهما. فأما إذا كان مثله في الفعل والفاعل فهو خطأ ؛ كقولك : قم يقم ، والتقدير على هذا الوجه : أن يقيموا يقيموا.
والوجه الثاني : أن الأمر المقدر للمواجهة ، و «يقيموا» على لفظ الغيبة ، وهو خطأ إذا كان الفاعل واحدا.
ذكر السمين الحلبي قول أبي حيان ؛ ثم قال : قلت : أما الإفساد الأول فقريب ، وأما الثاني فليس بشيء ؛ لأنه يجوز أن يقول : قل لعبدي أطعني يطعك ، وإن كان للغيبة بعد المواجهة باعتبار حكاية الحال (انظر : الدر المصون ٤ / ٢٧٠).
(٢) في الأصل : يقيموا. والتصويب من معاني الزجاج (٣ / ١٦٣).
(٣) في الأصل : بأن. والتصويب من معاني الزجاج ، الموضع السابق.
(٤) في الأصل : بقولهم. والتصويب من معاني الزجاج ، الموضع السابق.
(٥) الكشاف (٢ / ٥٢٢).