وقيل : فيه إضمار ، تقديره : وآتاكم من كل ما سألتموه من ذلك وما لم تسألوه ، فإنهم لم يسألوه شمسا ولا قمرا ولا كثيرا من نعم الله عليهم. هذا معنى قول ابن الأنباري (١).
وقال الأخفش (٢) : وآتاكم من كل شيء سألتموه شيئا ، فأضمر الشيء ، كقوله تعالى : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) [النمل : ٢٣] في زمانها.
وقيل : هذا على التكثير ، كقولك : فلان يعلم كلّ شيء.
وقرأت لعاصم من رواية أبان عنه : «من كل» بالتنوين ، وبها قرأ ابن مسعود وأبي بن كعب والحسن في آخرين (٣) ، فتكون «ما» نافية في محل النصب على الحال ، تقديره : آتاكم من كل [ذلك](٤) غير سائليه.
قال الضحاك : صدق الله! كم من شيء أعطانا الله ما سألناه إياه ، ولا خطر لنا ببال (٥). وهذا معنى قول قتادة.
وقال الزجاج (٦) : من قرأ : (مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) ، فموضع «ما» الخفض بالإضافة ، والمعنى : من كل الذي سألتموه. ومن قرأ : «من كل» بالتنوين ، فموضع «ما» النصب ، والمعنى : وآتاكم من كل الأشياء الذي سألتموه.
ويجوز أن يكون ما يبتغى ، ويكون وآتاكم من كل ما لم تسألوه ، أي : آتاكم من
__________________
(١) انظر : الوسيط (٣ / ٣٢) ، وزاد المسير (٤ / ٣٦٤ ـ ٣٦٥).
(٢) معاني الأخفش (ص : ٢٣٣).
(٣) إتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٧٢).
(٤) زيادة على الأصل. انظر : الكشاف (٢ / ٥٢٣) ، والدر المصون (٤ / ٢٧٢).
(٥) أخرجه الطبري (١٣ / ٢٢٧). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٣٦٥).
(٦) معاني الزجاج (٣ / ١٦٣).