كل الشيء الذي لم تسألوه.
قوله تعالى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) أي : لا تحصروها ولا تطيقوا عدّها لكثرتها.
(إِنَّ الْإِنْسانَ) قال الزجاج (١) : هو اسم جنس ، يقصد به الكافر.
وقال ابن عباس : يريد : أبا جهل (٢).
(لَظَلُومٌ) لنفسه (كَفَّارٌ) بنعم ربه.
وقيل : ظلوم في الشدة يشكو ويجزع ، كفّار في النعمة يجمع ويمنع.
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (٣٥) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٦) رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (٣٧) رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) (٣٨)
قوله تعالى : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) يقال : جنّبه الشرّ ـ بالتشديد ـ وجنبه ـ بالتخفيف ـ وأجنبه (٣) ، والأولى لغة أهل الحجاز.
والمعنى : ثبّتني وبنيّ على اجتناب عبادة الأصنام ؛ لأنه كان مجانبا لها ، وأراد بنيه
__________________
(١) معاني الزجاج (٣ / ١٦٤).
(٢) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٣) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٣٦٥).
(٣) انظر : اللسان (مادة : جنب).