(مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ) رافعيها.
قال ابن قتيبة (١) : المقنع رأسه : الذي رفعه وأقبل بطرفه على ما بين يديه. وهذا قول جمهور المفسرين (٢). وأنشد أبو عبيدة (٣) :
أنغض نحوي رأسه وأقنعا |
|
كأنما أبصر شيئا أطمعا (٤) |
قال الحسن البصري : وجوه الناس يوم القيامة إلى السماء ، لا ينظر أحد إلى أحد (٥).
(لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ) أي : لا يطرقون ولا ترجع إليهم أبصارهم من شدة النظر وشخوص البصر.
(وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) أي : فارغة ، ومنه الهواء ؛ وهو الخلاء الذي لم تشغله الأجرام ما بين السماء والأرض ، والعرب تسمّي كل أجوف خاو : هواء. قال حسان بن ثابت (٦) :
__________________
ـ (٥ / ٥٠) وعزاه لابن أبي حاتم.
(١) تفسير غريب القرآن (ص : ٢٣٣).
(٢) تفسير الطبري (١٣ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩) ، وزاد المسير (٤ / ٣٧٠) ، والوسيط (٣ / ٣٥) ، والدر المنثور (٥ / ٥٠ ـ ٥١).
(٣) مجاز القرآن (١ / ٣٤٤).
(٤) انظر البيت في : القرطبي (٩ / ٣٧٧) ، والطبري (١٣ / ٢٣٨) ، وزاد المسير (٤ / ٣٧٠) ، وروح المعاني (١٥ / ٩٢).
(٥) أخرجه الطبري (١٣ / ٢٣٩). وانظر : الوسيط (٣ / ٣٥) ، وزاد المسير (٤ / ٣٧١).
(٦) البيت لحسان بن ثابت. وهو في : مجاز القرآن (١ / ٣٤٤) ، واللسان مادة : (جوف ، هوا) ، والدر المصون (٤ / ٢٧٨).