شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين خير وأفضل من أبي بكر رضي الله عنه» (١).
(وَاتَّقُوا اللهَ) في التقدم بين يدي الله ورسوله (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لأقوالكم (عَلِيمٌ) بأفعالكم.
قوله تعالى : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) وبالإسناد قال البخاري : حدثنا [يسرة](٢) بن صفوان بن جميل اللخمي ، حدثنا نافع (٣) بن عمر ، عن ابن أبي مليكة قال : «كاد الخيّران أن يهلكا ، أبو بكر وعمر ، رفعا أصواتهما عند النبي صلىاللهعليهوسلم حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع ، وأشار الآخر برجل آخر. قال نافع : لا أحفظ اسمه ، فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلا خلافي ، قال : ما أردت خلافك ، فارتفعت أصواتهما في ذلك ، فأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) ... الآية. قال ابن الزبير : فما كان عمر يسمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه ، ولم يذكر ذلك عن أبيه ، يعني : أبا بكر الصديق رضي الله عنه» (٤).
__________________
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٧ / ٢١٤).
(٢) في الأصل : بسرة. والتصويب من الصحيح (٤ / ١٨٣٣). وهو : يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي ، أبو صفوان ، وقيل : أبو عبد الرحمن الدمشقي البلاطي ، كان ثقة ، ولد سنة عشرة ومائة ، ومات سنة خمس عشرة ومائتين (تهذيب التهذيب ١١ / ٣٣١ ، والتقريب ص : ٦٠٧ ، وتهذيب الكمال ٣٢ / ٢٩٩ ـ ٣٠٠).
(٣) في الأصل زيادة قوله : عن. وهو وهم. انظر : الصحيح (٤ / ١٨٣٣). ونافع : هو ابن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي. انظر : ترجمته في : التهذيب (١٠ / ٣٦٥) ، والتقريب (ص : ٥٥٨).
(٤) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٣٣ ح ٤٥٦٤).