وبالإسناد قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا أزهر بن سعد (١) ، حدثنا ابن عون (٢) ، قال : أنبأني موسى بن أنس (٣) ، عن أنس بن مالك : «أن النبي صلىاللهعليهوسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل : يا رسول الله أنا أعلم لك علمه ، فأتاه فوجده جالسا في بيته يبكي منكسا رأسه ، فقال له : ما شأنك؟ فقال : شرّ ، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلىاللهعليهوسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار ، فأتى الرجل النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا ـ قال موسى : فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة ـ فقال : اذهب إليه فقل له : إنك لست من أهل النار ، ولكنك من أهل الجنة» (٤).
قوله تعالى : (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ) وهو رفع الصوت عليه ، ولا تظنن أن المنهي عنه من ذلك ما قصد به الاستخفاف ، فإن ذلك كفر. والخطاب للمؤمنين.
ولأن رفع الصوت عنده حرام في كل حالة ، فقد كان ذلك مشروعا في الحرب وعند الحاجة ، قال صلىاللهعليهوسلم : «صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة» (٥).
وقال للعباس عليهالسلام يوم حنين : " اصرخ بالناس" ، فصرخ : يا أصحاب
__________________
(١) أزهر بن سعد السمان ، أبو بكر الباهلي البصري ، ثقة مأمون ، مات سنة ثلاث ومائتين (تهذيب التهذيب ١ / ١٧٧ ، والتقريب ص : ٩٧).
(٢) عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم ، أبو عون البصري ، ثقة ثبت فاضل ، من أقران أيوب في العلم والعمل والسن ، مات سنة خمسين أو إحدى وخمسين ومائة (تهذيب التهذيب ٥ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ ، والتقريب ص : ٣١٧).
(٣) موسى بن أنس بن مالك الأنصاري ، قاضي البصرة ، كان ثقة قليل الحديث (تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٩٨ ، والتقريب ص : ٥٤٩).
(٤) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٣٣ ح ٤٥٦٥).
(٥) أخرجه أحمد (٣ / ١١٢ ح ١٢١٢٢).