[هذه](١) الآية : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ)(٢).
قال المفسرون : هو أن يقول لأخيه المسلم : يا فاسق يا منافق ، أو لمن أسلم : يا يهودي ، يا نصراني ، يا كلب ، يا حمار (٣).
فأما الألقاب الحسنة التي لا تقتضي غيظا [ولا](٤) أذى ولا كذبا ؛ كالصّدّيق لأبي بكر ، والفاروق لعمر ، وذي النورين لعثمان ، وسيف الله لخالد ، وأمثال ذلك ، فغير مكروهة ولا منهي عنها.
قوله تعالى : (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) أي : بئس الاسم أن يقول : يا يهودي وقد أسلم ، أو يا فاسق وهو طائع.
(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ) عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب (فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)(١٢)
__________________
(١) زيادة من سنن أبي داود (٤ / ٢٩٠) ، وب.
(٢) أخرجه أبو داود (٤ / ٢٩٠ ح ٤٩٦٢) ، والترمذي (٥ / ٣٨٨ ح ٣٢٦٨).
(٣) أخرجه الطبري (٢٦ / ١٣٣) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٣٠٤). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ٥٦٤) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء. ومن طريق آخر عن ابن مسعود ، وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٤) في الأصل : أو. والتصويب من ب.