وبهذا الإسناد قال : حدثنا المعافى ، عن هشام [بن](١) سعد (٢) ، حدثنا سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله قد أذهب عنكم [عبيّة](٣) الجاهلية وفخرها بالآباء ، مؤمن تقي ، وفاجر شقي ، الناس بنو آدم ، وآدم من تراب ، ليدعن رجال فخرهم بأقوام ، إنما هم فحم من فحم جهنم ، [أو ليكوننّ](٤) أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النّتن» (٥).
وقال رجل لعيسى بن مريم : أيّ الناس أفضل؟ فأخذ قبضتين من تراب فقال : أيّ هاتين أفضل؟ الناس خلقوا من تراب ، فأكرمهم أتقاهم (٦).
(قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ
__________________
(١) في الأصل : عن. والتصويب من ب ، وسنن أبي داود. وانظر ترجمته في التعليق التالي.
(٢) هشام بن سعد المدني ، أبو عباد ، ويقال : أبو سعد القرشي مولاهم ، صدوق له أوهام ، ورمي بالتشيع ، مات سنة ستين ومائة (تهذيب التهذيب ١١ / ٣٧ ، والتقريب ص : ٥٧٢).
(٣) في الأصل : غيبة. والتصويب من ب ، وسنن أبي داود. وعبيّة الجاهلية : الكبر (اللسان ، مادة : عبب).
(٤) في الأصل : وليكونن. والتصويب من ب ، وسنن أبي داود.
(٥) أخرجه أبو داود (٤ / ٣٣١ ح ٥١١٦). والجعلان : جمع ، واحده : جعل. وهو : حيوان معروف يشبه الخنفساء (اللسان ، مادة : جعل).
(٦) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٧ / ٤٥١).