على وجوههم ـ أو قال : على مناخرهم ـ إلا حصائد ألسنتهم» (١).
وأخرج الإمام أحمد من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قال : «قلت يا رسول الله ، حدثني بأمر أعتصم به ، قال : قل : ربي الله ثم استقم. قال : قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخوف عليّ؟ قال : فأخذ بلسان نفسه ثم قال : هذا» (٢).
(وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)(٢٢)
قوله تعالى : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ) أي : جاءت غمرته وشدته التي تغشى الإنسان فتذهب بعقله ، بالحق الثابت من أمر الآخرة ، فأبانت له ما كان يجهله من ذلك.
وقيل : جاءت بحقيقة الموت.
وقرأ أبو بكر الصّدّيق وابن عباس والحسن : " سكرة الحقّ بالموت" (٣).
قال محمد بن جرير الطبري (٤) : لهذه القراءة وجهان :
أحدهما : أن يكون الحق هو الله تعالى ، فيكون المعنى : وجاءت سكرة الله
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ١١ ح ٢٦١٦) ، والنسائي في الكبرى (٦ / ٤٢٨ ح ١١٣٩٤) ، وابن ماجه (٢ / ١٣١٤ ح ٣٩٧٣).
(٢) أخرجه أحمد (٣ / ٤١٣).
(٣) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٨ / ١٢) ، والكشاف (٤ / ٣٨٩).
(٤) تفسير الطبري (٢٦ / ١٦٠ ـ ١٦١).