وقال الزجاج في قراءة الحسن (١) : المعنى : هلا بيّنت آياته ، فجعل بعضها بيانا للعرب وبعضها بيانا للعجم. وقد ذكرنا فيما مضى الفرق بين الأعجمي والعجمي (٢).
قال الزمخشري (٣) : إن قلت : كيف يصح أن يراد بالعربي المرسل إليهم وهم أمة العرب؟
قلت : هو على ما يجب أن يقع في إنكار المنكر لو رأى كتابا عجميا كتب إلى قوم من العرب ، يقول : أكتاب عجمي ومكتوب إليه عربي ، وذلك لأن مبنى الإنكار على تنافر حالتي الكتاب والمكتوب إليه ، لا على أن المكتوب إليه واحد أو جماعة ، فوجب أن يجرد لما سيق له من الغرض ، [ولا](٤) يوصل به ما يحتمل غرضا آخر. ألا تراك تقول ـ وقد رأيت لباسا طويلا على امرأة قصيرة ـ : اللباس طويل واللابس قصير ، ولو قلت : اللابسة قصيرة ، جئت بما هو [لكنة](٥) وفضول قول ؛ لأن الكلام لم يقع في ذكورة اللابس [وأنوثته](٦) ، إنما وقع في غرض وراءهما.
(قُلْ هُوَ) أي : القرآن (هُدىً وَشِفاءٌ) إرشاد إلى الحق وشفاء لما في الصدور من الظن والشك.
__________________
(١) معاني الزجاج (٤ / ٣٨٩).
(٢) في سورة الشعراء عند تفسير الآية رقم : ١٩٨.
(٣) الكشاف (٤ / ٢٠٨).
(٤) في الأصل : لا. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٥) في الأصل : لكونه. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٦) في الأصل : وأنوثيته. والمثبت من الكشاف ، الموضع السابق.