المغرب بالطور ، فلما بلغ هذه الآية (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ* أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ) المسيطرون كاد قلبي أن يطير.
قال سفيان : فأما أنا فإنما سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقرأ في المغرب بالطور ، لم أسمعه زاد الذي قالوا» (١).
(وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (٨) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (٩) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(١٦)
قوله تعالى : (وَالطُّورِ) هو الجبل الذي كلّم الله تعالى عليه موسى عليه الصلاة والسّلام. وقد ذكرناه في البقرة (٢).
(وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) روى أبو صالح عن ابن عباس : أنه اللوح المحفوظ (٣).
ويرد على هذا القول إشكال لم أرهم تعرّضوا لذكره فضلا عن جوابه ، وهو أنه
__________________
(١) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٣٩ ح ٤٥٧٣).
(٢) عند الآية رقم : ٦٣).
(٣) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٤٥).