قوله : (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ) وهو عذاب القبر (١).
وقيل : ما أصابهم يوم بدر (٢). رويا عن ابن عباس.
وقال الحسن : مصائبهم في الدنيا (٣).
قوله تعالى : (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) أي : اصبر لحكم ربك بإمهالهم وتمكنهم من أذاك (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا) قال الزجاج (٤) : بحيث نراك ونحفظك ونرعاك ، فلا يصلون إلى مكروهك.
وهذا من المواضع التي يقول أكثر المفسرين : أنها منسوخة (٥). ولا يصح ؛ لما ذكرنا في نظائره.
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) قال ابن عباس : صلّ لله حين تقوم من منامك (٦).
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢٧ / ٣٧). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٧ / ٦٣٦) وعزاه لابن جرير وابن المنذر.
(٢) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ١٩١) بلا نسبة ، وابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٦٠).
(٣) ذكره الماوردي (٥ / ٣٨٦).
(٤) معاني الزجاج (٥ / ٦٨).
(٥) انظر : الناسخ والمنسوخ لابن سلامة (ص : ١٦٩) ، والناسخ والمنسوخ لابن حزم (ص : ٥٨) ، ونواسخ القرآن لابن الجوزي (ص : ٤٧٤).
(٦) ذكره الطبري (٢٧ / ٣٨) ، والواحدي في الوسيط (٤ / ١٩١).
وهذا القول هو اختيار الطبري في تفسيره ، قال : وهذا أولى الأقوال بالصواب ؛ لأن الجميع مجمعون على أنه غير واجب أن يقال في الصلاة : سبحانك وبحمدك ، وما روي عن الضحاك عند القيام إلى الصلاة ، فلو كان القول كما قال الضحاك لكان فرضا أن يقال ؛ لأن قوله : " وسبح بحمد ربك" أمر من الله تعالى بالتسبيح ، وفي إجماع الجميع على أن ذلك غير واجب الدليل الواضح على أن القول في ـ