وشباب حسن أوجههم |
|
من إياد بن نزار بن معد (١) |
وقال أبو علي (٢) : من قرأ" خاشعا" فوجهه : أنه فعل متقدّم ، فكما أنه لم تلحقه علامة التأنيث لم يجمع ، وحسن أن لا يؤنث ؛ لأن تأنيث فاعله ليس بحقيقي.
ومن قرأ" خشّعا" فقد أثبت ما يدل على الجمع ، وهو على لفظ الإفراد ، ودلّ الجمع على ما يدلّ عليه التأنيث الذي ثبت في نحو قوله تعالى : (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) [القلم : ٤٣] ، فلذلك ترجّح قولهم : مررت برجل حسان قومه ، على قولهم : مررت [برجل](٣) حسن قومه ؛ لأن حسانا [قد](٤) حصل فيه ما يدل على الجمع ، والجمع كالتأنيث في باب أنه يدل عليه.
وقرأ ابن مسعود : " خاشعة" (٥).
قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) الجراد مثل في الكثرة. والمعنى : يخرجون من قبورهم عند النفخة الثانية ، كأنهم في كثرتهم واضطرابهم وتموجهم جراد منبثّ في كل مكان ، ليست له جهة يقصدها.
(مُهْطِعِينَ) مذكور في إبراهيم (٦) ، يريد : مسرعين ، مادّي أعناقهم إلى صوت
__________________
(١) البيت لأبي داود الإيادي. وهو في : اللسان (مادة : خشع) ، والطبري (٢٧ / ٩٠) ، والقرطبي (١٧ / ١٢٩) ، وزاد المسير (٨ / ٩١) ، والبحر (٨ / ١٧٣) وفيه : " ورجال" بدل : " وشباب" ، والدر المصون (٦ / ٢٢٣).
(٢) الحجة للفارسي (٤ / ١١ ـ ١٢).
(٣) زيادة من ب ، والحجة للفارسي (٤ / ١٢).
(٤) مثل السابق.
(٥) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٨ / ٩٠) ، والدر المصون (٦ / ٢٢٣).
(٦) عند الآية رقم : ٤٣.