«ألظّوا بياذا الجلال والإكرام» (١).
فإن قيل : أي نعمة في قوله : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) حتى عقبه بقوله : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟
قلت : هو نعمة لأولياء الله ؛ حيث أفضى بهم إلى السعادة الأبدية والنعمة العظمى.
وجميع ما يأتيك في هذه السورة ؛ فهو إما تحديث [بنعمة](٢) ، أو تحذير من نقمة ، أو إعلام بقدرة باهرة ، أو عظمة ظاهرة ، وجميع ذلك نعم. فإن شخصا لو جاءك منقذا لك من هلكة كنت غافلا عنها لرأيتها له نعمة جسيمة ومنّة عظيمة.
قوله تعالى : (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي : يطلبون منه أنواع الحاجات ؛ لغناه وفقرهم إليه.
(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) أي : كل وقت وزمان هو في شأن من شؤون الملك ، يعزّ ويذلّ ، ويغني ويفقر ، ويحيي ويميت ، ويسعد ويشقي ، ويمرض ويشفي ، إلى غير ذلك من تدبير ملكوت السموات والأرض ، مما لا يحيط به علما سواه.
قرأت على أبي القاسم بن أبي منصور الموصلي ، أخبركم أبو القاسم يحيى بن أسعد ، أخبرنا أبو العز بن كادش ، أخبرنا أبو علي الجازري ، أخبرنا المعافى بن زكريا ، حدثنا الحسن بن الحسين بن عبد الرحمن الأنطاكي ، حدثنا محمد بن الحسن ـ يعني : أبا الحارث ـ الرملي ، حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي ، حدثنا الوزير بن
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ٥٤٠ ح ٣٥٢٥) ، وأحمد (٤ / ١٧٧).
(٢) في الأصل : نعمة. والتصويب من ب.