وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (٦٦) الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٦٧) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (٦٨) كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٩) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢)
________________________________________________________
في هذه السورة ، لأنها فضحتهم (إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) نزلت في وديعة بن ثابت بلغ النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : هذا يريد أن يفتح قصور الشام هيهات هيهات ، فسأله عن ذلك فقال : إنما كنا نخوض ونلعب (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ) كان رجل منهم اسمه مخشن تاب ومات شهيدا (بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) نفي لأن يكونوا من المؤمنين (وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ) كناية عن البخل (نَسُوا اللهَ) أي غفلوا عن ذكره (فَنَسِيَهُمْ) تركهم من رحمته وفضله (وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ) الأصل في الشر أن يقال أوعد ، وإنما يقال فيه وعد إذا صرح بالشر (وَالْكُفَّارَ) يعني المجاهرين بالكفر (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) خطاب للمنافقين ، والكاف في موضع نصب ، والتقدير ، فعلتم مثل فعل الذين من قبلكم ، أو في موضع خبر مبتدأ تقديره : أنتم كالذين من قبلكم (وَخُضْتُمْ) أي خلطتم وهو مستعار من الخوض في الماء ، ولا يقال إلا في الباطل من الكلام (كَالَّذِي خاضُوا) تقديره كالخوض الذي خاضوا ، وقيل : كالذين خاضوا ، فالذي هنا على هذا بمعنى الجميع (أَلَمْ يَأْتِهِمْ) الآية : تهديد لهم بما أصاب الأمم المتقدمة (وَالْمُؤْتَفِكاتِ) يعني مدائن قوم لوط (بِالْبَيِّناتِ) أي بالمعجزات (بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) في مقابلة قوله : المنافقون بعضهم من بعض ، ولكنه خص المؤمنين بالوصف بالولاية (جَنَّاتِ عَدْنٍ) قيل : عدن هي مدينة الجنة وأعظمها ، وقال الزمخشري هو اسم علم (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) أي رضوان من الله أكبر من كل ما ذكر ، وذلك معنى ما ذكر في الحديث : «إن الله تعالى يقول لأهل الجنة أتريدون شيئا أزيدكم ، فيقولون