وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٦) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (١٧) وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٨) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٩) وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (٢٠) وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (٢١)
________________________________________________________
ليظهر في الوجود فتقوم عليكم الحجة به (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) يعني على قريش (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ) أي ما تلوته إلا بمشيئة الله ، لأنه من عنده وما هو من عندي (وَلا أَدْراكُمْ بِهِ) أي ولا أعلمكم به (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ) أي بقيت بينكم أربعين سنة قبل البعث ما تكلمت في هذا حتى جاءني من عند الله (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) تنصل من الافتراء على الله ، وبيان لبراءته صلىاللهعليهوآلهوسلم مما نسبوه إليه من الكذب ، وإشارة إلى كذبهم على الله في نسبة الشركاء له (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) بيان لظلمهم في تكذيبهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) الضمير في يعبدون لكفار العرب ، وما لا يضرهم ولا ينفعهم هي الأصنام (وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) كانوا يزعمون أن الأصنام تشفع لهم (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ) رد عليهم في قولهم بشفاعة الأصنام ، والمعنى : أن شفاعة الأصنام ليست بمعلومة لله الذي هو عالم بما في السموات والأرض ، وكل ما ليس بمعلوم لله فهو عدم محض ، ليس بشيء فقوله : أتنبئون الله تقرير لهم على وجه التوبيخ والتهكم أي : كيف تعلمون الله بما لا يعلم؟ (وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً) تقدم في [البقرة : ٢١٣] في قوله : كان الناس أمة واحدة (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ) يعني القضاء (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ) كانوا يطلبون آية من الآيات التي اقترحوها ، ولقد نزل عليه آيات عظام فما اعتدوا بها لعنادهم وشدة ضلالهم (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ) إن شاء فعل (١) وإن شاء لم يفعل لا يطلع على ذلك أحد (فَانْتَظِرُوا) أي انتظروا نزول ما اقترحتموه (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) أي منتظر لعقابكم على كفركم (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ) هذه الآية من الكفار وتضمنت النهي لمن كان كذلك من غيرهم ، والمكر هنا الطعن في آيات الله وترك شكره ، ومكر الله الموصوف بالسرعة هو عقابه لهم سماه مكرا مشاكلة
__________________
(١). الكلام هنا فيه نقص أو تصحيف وصوابه : إن شاء اطلع عليه من يشاء من عباده وإن لم يشأ فلا يطلع عليه أحد ، والله أعلم.