ه) أحد الأعلام ، ثقة صالح ، أصله من أصبهان ، وكان أسود اللون حالكا صبيح الوجه ، حسن الخلق ، فيه دعابة.
أخذ القراءة عرضا عن جماعة من تابعي أهل المدينة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وأبي جعفر القارئ ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، والزهري وغيرهم. وبلغ شيوخه السبعين.
روى القراءة عنه عرضا وسماعا جماعة منهم الإمام مالك بن أنس صاحب المذهب ، وقالون من أهل المدينة ، والأصمعي وأبو عمرو بن العلاء من أهل البصرة ، وورش والليث بن سعد من أهل مصر ، وأبو مسهر الدمشقي وخويلد بن معدان من أهل الشام ، وكردم المغربي ، والغاز بن قيس الأندلسي ... وغيرهم خلق كثير من مختلف الأمصار.
أقرأ الناس سبعين سنة ونيفا وانتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة وتمسك أهلها بقراءته ، وكان الإمام مالك يقول : (قراءة أهل المدينة سنة) ، قيل له : (قراءة نافع)؟ قال : (نعم). وكانت أحب القراءات إلى الإمام أحمد بن حنبل. كان نافع عالما بوجوه القراءات ، متبعا لآثار الأئمة الماضين ببلده ، زاهدا ، جوادا ، صلّى في مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم ستين سنة.
قالون : أبو موسى ، بن مينا الزرقي مولى بني زهرة (١٢٠ ـ ٢٢٠ ه).
قارئ المدينة ونحويها ، يقال إنه ربيب نافع ، وقد اختص به كثيرا وهو الذي لقبه قالون (بمعنى جيد في الرومية) لجودة قراءته. كان جد جده من سبي الروم. سئل : (كم قرأت على نافع)؟ فأجاب : (ما لا أحصيه كثرة) حتى قال له نافع : (إلى كم تقرأ عليّ؟ اجلس إلى اسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ). قرأ عليه جماعة ، وكان أصمّ يقرئ القرآن وينظر إلى شفتي القارئ ويرد عليه اللحن والخطأ.
ورش : عثمان بن سعيد القبطي المصري مولى قريش (١١٠ ـ ١٩٧ ه) شيخ القراء المحققين ، وإمام أهل الأداء المرتلين ، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية. رحل إلى نافع فعرض عليه القرآن عدة ختمات في سنة ١٥٥. وله اختيار خالف فيه نافعا ، وكان ثقة حجة ، جيد القراءة ، حسن الصوت ، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدّد ويبين الأعراب ، لا يمله سامعه.
كان قصيرا أشقر أزرق أبيض اللون ، يلبس ثيابا قصارا فشبهه نافع ب (الورشان) الطائر المعروف ، ثم خفّف فقيل : ورش.
٢ ـ ابن كثير المكي : عبد الله ، أبو معبد العطار الداري الفارسي الأصل ، إمام أهل مكة في القراءة (٤٥ ـ ١٢٠ ه).
روى عن عدد من الصحابة لقيهم : عبد الله بن الزبير وأبي أيوب الأنصاري ، وأنس بن مالك وغيرهم. وأخذ القراءة عرضا على درباس مولى بن عباس ومجاهد بن جبر وعبد الله بن السائب وغيرهم.
وروى القراءة عنه جماعة منهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة والخليل بن أحمد