وصلى عليهما ! (١)
ولما عاد النبي ( ص ) راجعاً إلى المدينة ، مر في طريقه على بني حارثة ، وبني عبد الأشهل وهم يبكون قتلاهم ، فقال : ( ص ) : لكن حمزة لا بواكي له !! (٢) فأخذت هذه الكلمة الحزينة مأخذاً من نفوس بعض الصحابة وتركت أثراً عميقاً في قلوبهم ، فمضى سعد بن معاذ مع رسول الله ( ص ) إلى بيته ، ثم رجع الى نسائه فساقهُنّ فلم تبق إمرأة إلا جاء بها إلى بيت رسول الله ، يبكين بين المغرب والعشاء !!
وقام رسول الله ( ص ) بعد أن مضى من الليل الثلث ، فسمع البكاء ، فقال : ما هذا !؟
قيل : نساء الأنصار يبكين على حمزة !
فقال : رضي الله عنكن وعن أولادكن ، وأمر النساء أن يرجعن إلى منازلهن .
قالت أم سعد : فرجعنا إلى بيوتنا بعد ثلث الليل ومعنا رجالنا ، فما بكت منا أمرأةُ قط إلا بدأت بالحمزة ! (٣)
أبطال خالدون
وفي
هذه المعركة ، أبدى بعض المسلمين بطولات خارقة تفوق حد الوصف ، كما أبدى البعض الآخر خوفه وجبنه وارتيابه ! فكأن هذه الحرب كانت محكاً لأختبار مدى الإِيمان واعتماله في نفوس المسلمين ، ومدى عمق
____________________
(١) : راجع شرح النهج ١٥ / ص ١٦ ـ ١٧ والمستدرك على الصحيحين ٣ / ١٩٤ والكامل ٢ / ١٦٣ .
(٢) : الكامل ٢ / ١٦٣ .
(٣) : شرح النهج ١٥ / ٤٢ إلى يومنا هذا . ( تتمة الرواية )