بسبعين من خيارهم .
وقال المسلمون ـ لما سمعوا ذلك ـ : لنمثلن بهم مُثلةً لم يُمثلها أحد من العرب ! فانزل الله تعالى هذه الآية : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ) . فعفى رسول الله ( ص ) وصبر ونهى عن المثلة . (١)
وأقبلت صفية بنت عبد المطلب ـ أخت حمزة ـ فالتقت بعلي ( ع ) فقال لها : إرجعي يا عمة ؛ فإن في الناس تكشفا !
فقالت له : أخبرني عن رسول الله ؟! قال : إنه بخير . فقالت دلني عليه ، فأشار إليه إشارةً خفيفة ، فاتجهت صفية نحوه ، ولما طلعت عليه قال النبي ( ص ) للزبير : يا زبير ؛ أغني عني أمك .
في هذه الحالة كان المسلمون يحفرون لحمزة ، وكان النبي ( ص ) كارهاً لأن تراه على هذه الحال ، فلقيها الزبير فأعلمها بأمر النبي ، فقالت : إنه بلغني أنه مُثّل بأخي ؛ وذلك في الله قليل ! فما أرضانا بما كان في ذلك ؛ لأحتسبنّ ولأصبرن !
فاعلم الزبير النبي ( ص ) بذلك ، فقال : خلّ سبيلها . فأتته حتى جلست عنده .
وفي رواية : أنها أقبلت حتى جلست عنده ، فجعلت تبكي والنبي يبكي لبكائها ، وكان معها فاطمة سيدة النساء ، ثم قال ( ص ) لصفية وفاطمة : أبشرا ! فإن جبرئيل أخبرني أن حَمزة مكتوب في أهل السموات : أسد الله وأسد رسوله .
ثم
إن النبي ( ص ) كان كلما أتى بشهيد ليصلي عليه ، ضمّ إليه الحمزة
____________________
(١) : سيرة المصطفى ٤٢٧ .