ثم تنفس ، فخرج منه مثل دم الجزور ومات ، رحمه الله . فرجع الأنصاري الى النبي ( ص ) وأخبره بحاله .
فقال ( ص ) : رحم الله سعداً ، نصرنا حيّاً وأوصى بنا ميتا ! . (١)
عمرو بن الجموح
ومن اولئك الخالدين ، عمرو بن الجموح .
وكان عمرو هذا رجلاً أعرج ، وكان له بنون أربعة مثل الأُسْد يشهدون مع النبي ( ص ) المشاهد ، فلما كان يوم أحد وقد خرج بنوه الأربعة مع النبي ( ص ) ، أراد هو أن يخرج أيضاً ؛ فحبسه قومه ، وقالوا له : لقد ذهب بنوك مع النبي ؛ وأنت رجل أعرج ، ولا حرج عليك !
فقال : بخ !! يذهبون الى الجنة ، وأجلس أنا عندكم !؟
قالت زوجته ـ هند بنت عمرو بن حزام ـ : كأني أنظر إليه موليّاً قد أخذ دِرقَته ، وهو يقول : اللهم لا تردني إلى أهلي ! . فخرج ، ولحقه بعض قومه يكلمونه في القعود ، فأبىٰ وجاء الى رسول الله ( ص ) فقال : يا رسول الله ، إن قومي يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك ، واني لأرجو الله أن أطأ بعرجتي هذه الجنة !!
فقال له النبي : أما أنت ، فقد عذرك الله ولا جهاد عليك ! فأبى .
فقال النبي ( ص ) لقومه وبنيه : لا عليكم أن تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة ! فخلوا عنه .
قال
بعضهم : لقد نظرت إلى عمرو بن الجموح حين انكشف المسلمون عن النبي ( ص ) ثم ثابوا ، وهو في الرعيل الأول ، لكأني أنظر إلى خلفه ـ وهو
____________________
(١) : سيرة المصطفى ٤٢٦ .